لن تُخمد بطولات تشرين

المقالات 2020/02/13 08:52:18 م

لن تُخمد بطولات تشرين

 مهند البراك

بعد ان ذاعت انباء الانتفاضة السلمية الباسلة لشباب تشرين نساء و رجالاً، وصارت تُتناقل في النشرات الاخبارية اليومية، ليس في وسائل الاعلام العراقية فحسب وانما في كبريات الصحف والاذاعات والفضائيات الاقليمية والعالمية،

وصارت تُتابع بخفقان القلوب والتأييد من مختلف اوساط شعوب العالم، بل و في اوساط الامم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الانسان والعفو الدولية، وهم يتابعون انتصاراتها وتصعيداتها وتحدياتها الجريئة بشعارات سلمية، تطالب بالحق بالحياة والخبز والحرية.. الحق بوطن !

لقد كُتب الكثير وعُلّق الكثير عمّا دار ويدور في البلاد واسباب آلامها والاحتجاجات السلمية التي اندلعت منذ 2010 في سوح العراق، حتى انتفضت الجماهير بقضّها وقضيضها، على حكّام سرقوا ونهبوا وبذّروا اموال البلاد الثريّة، بل وكتبوا ثرواتها باسمائهم واسماء ذويهم مسخّرين المحاصصة الطائفية والعرقية وعابريها، المحاصصة التي عملوا ويعملون على صنعها وإذكائها بـ(القانون)، بالمصالح الانانية.. القانون الذي لم تعرفه قوانين البلاد ولا أعرافها من قبل، القانون الذي لايُذكّر الاّ بورقة الدكتاتورية المنهارة لإصلاح النظام القانوني حينها على اساس (شهادة قانون في الجيب و مسدس بالحزام)، بـ(تطويره) الى (فقرات دستور وميليشيات)، بعد ان افرغوا الدستور وروحه الحيّة بدلاً من تطويره.

ورغم عدم اهتمام الحكام بالاحتجاجات واهمالهم المشين لمطالبات المتظاهرين، الذي لا يدّل على حرص على البلاد ولا على ما اأتمنوا عليه، الذي لايدلّ الاّ على جشعهم اللامحدود بما سرقوا ويسرقون، او على تفاهة فكرهم كرجال دولة.. حافظ المتظاهرون على سلميتهم بشكل يدعو لإعجاب العالم على صمودهم اللامعهود وعلى رقيّ فكرهم وحضاريته، رغم انواع التضحيات بالارواح امام رصاص الحكام الحي وقنابل الغاز المحرمة دولياً والقنابل الصوتية وبالكواتم والقناصين وبالسكاكين حتى بلغت اعداد الشهداء التي تتزايد الى مايزيد على 700 شهيد و26 الف جريح و معوّق بينهم عدد من افراد القوات الأمنية، حتى تأريخ كتابة المقال.

ويصف مراقبون ما يجري بكونه، نتيجة حكم المحاصصة والعقلية المتخلفة لمن بيده السلطة وماهية فهمه الأغبر للشعب ولحقوقه على اختلاف اطيافه. وبكون الحكم نتيجة انتخابات مزوّرة.. لم يشارك بها غالبية الشعب كموقف استكمله الان بالتظاهر، بعد ان كشفت النتائج نسبة المشاركة بكونها لم تتعد الـ 26 % فانتجت برلمانا اعرجاً ومؤسسات يتحكم بها لصوص ينتظرون الرأي والموقف من الجوار ومن ميليشيات (الطرف الثالث)، وكتموا المواقف الوطنية للاقلية المخلصة للبلاد في تلك المؤسسات.

وترى اوساط شعبية واسعة انه رغم اتّباع الحكام كل الوسائل العنفية والقمعية، يلتزم المتظاهرون بالسلمية التي كفلها الدستور والقوانين الدولية اضافة الى كفالة المرجعية الشيعية العليا للسيد السيستاني الذي ايّد المتظاهرين وشدّ ويشد ازرهم بنصائحه والثبات على الموقف من جهة، وشدد على الحكام بالاستجابة السريعة لمطالبهم ولاختيار رئيس وزراء جديد لحكومة انتقالية تهيئ لانتخابات مبكرة ومستلزماتها، بل ودعى الحكام دائماً الى ضرب رؤوس الفساد سريعاً وبيد من حديد، حتى وصل الى دعوته ايّاهم بـ(التنازل عن جزء مما حصلوا عليه وامتلكوه) لصالح حل ازمات البلاد ومطالبها بالخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.

Top