بالمكشوف: حكومة النعجة دولي

علاء حسن 2020/02/12 07:39:00 م

بالمكشوف: حكومة النعجة دولي

 علاء حسن

انخفاض درجات الحرارة ، ألقى بظلاله على حركة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي لاختيار أعضاء الكابينة الوزارية .

عجلة علاوي المتوقفة في محطة التكليف تنتظر من يدفعها إلى المنطقة الخضراء ، بعد ان أعلنت القوى السياسية الفاعلة في الساحة العراقية استعدادها لوضع الحصان أمام العربة والسير نحو بر الأمان ، بادعاءات إنقاذ البلاد من مصير مجهول.

فريق مستشاري علاوي فضل الابتعاد عن إطلاق التصريحات المتفائلة ، منتظراً نتائج المفاوضات الخاضعة لإرادات كبار اللاعبين . داخل المثلث الشيعي حصل تقارب بين التيار الصدري وحزب الدعوة بزعامة نوري المالكي ، أما الضلع الثالث فجاهز لإكمال الشكل الهندسي ،شريطة الاحتفاظ بحقائبه الوزارية مع حصة من مناصب الدرجات الخاصة ،تنسجم مع استحقاقه الانتخابي .

الطرف الكردي هو الآخر يرفض التنازل عن حصته الوزارية فضلاً عما يعده استحقاقاً دستورياً بذمة الحكومة الاتحادية . إقليم كردستان سلم رسالته الى علاوي بكلمات واضحة لا تقبل التراجع عن تفاهمات حققتها أربيل مع حكومة تصريف الأعمال.

داخل البيت السنّي المنقسم على نفسه ، هناك من يراهن على عضلات رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لينال من خصومه في حلبة التنافس ، بالحصول على الحزام الذهبي في سباق نيل الحقائب الوزارية . لكمات الحلبوسي على وجوه الشركاء ستمنحه وزارات ،يتقاسمها مع مساعديه أبو مازن والكربولي والنجيفي، على وفق مبدأ الاستحقاق الوطني للمكون السنّي.

اللاعبون الكبار بالعملية السياسية "شاطي باطي" يرفضون الاعتراف بفشلهم ،بل يصرون على استنساخ الحكومة بجعلها النعجة دولي ،رافضين سماع صوت الشارع المنتفض، إنهم يمتلكون أكثر من ورقة في لعبة التسويف ففشل علاوي سيجدد الرغبة في تنفيذ الخطة باء بإطالة عمر حكومة التصريف حتى إشعار آخر.

عربة محمد علاوي المتوقفة في محطة التكليف ،تواجه مشكلة مستعصية ، تكشف عن عقل سياسي مريض ،يبدو مسترخيا في مواسم اندلاع الازمات، حازما في استخدام السلاح للحفاظ على مستقبله بوجود فوضى عارمة .

في حسابات القوى السياسية الشارع المنتفض لن يستطيع تجاوز ساحات التظاهر ، بعد ثورة تشرين قواعد اللعبة تغيرت ، لا وجود للاعب أساسي في الساحة ، ومن يراهن على استنساخ نعجة دولي سيسقط بضربة قاضية.

Top