يوماً بيوم.. القصة الكاملة لأربعة أشهر من التظاهرات

يوماً بيوم.. القصة الكاملة لأربعة أشهر من التظاهرات

 متابعة الاحتجاج

تشهد البلاد منذ أربعة أشهر تظاهرات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية أسفر رد السلطات عليها عن سقوط أكثر من 556 قتيلاً، حسب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، معظمهم من المتظاهرين.

تجمّعات عفوية

في الأول من تشرين الأول 2019، تظاهر أكثر من ألف شخص في شوارع بغداد ومدن عدة في جنوبي العراق ضد الفساد والبطالة وتردي الخدمات العامة.

وانطلقت أول تظاهرة حاشدة ضد حكومة عادل عبد المهدي بعد نحو عام من تشكيلها إثر دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وفرّقت قوات مكافحة الشغب الحشود باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي قبل استخدام الرصاص الحي.

متظاهر يعرض عبوات غاز مسيل للدموع فارغة أطلقتها قوات الأمن لتفريق المتظاهرين في 25 أكتوبر ببغداد

وفي اليوم التالي، أغلقت السلطات المنطقة الخضراء في بغداد حيث مقرات المؤسسات العليا في البلاد والسفارة الأميركية. وفرضت حظر تجول.

في الثالث من تشرين الاول ، وقعت صدامات عنيفة عندما تحدّى آلاف المتظاهرين حظر التجوّل وخرجوا في تظاهرات في بغداد ومدن جنوبية. وانقطعت خدمة الإنترنت عن قسم كبير من البلاد.

ودعا الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر يومها إلى "انتخابات مبكرة بإشراف الأمم المتحدة".

وفي السادس من الشهر نفسه، أعلنت الحكومة تدابير اجتماعية تراوحت بين مشاريع إسكان ومساعدات للشباب العاطل عن العمل.

في السابع منه، أقر الجيش بـ"الاستخدام المفرط للقوة" في بغداد.

إسقاط النظام السياسي 

في 24 تشرين الأول ، طالب المتظاهرون بـ"إسقاط النظام السياسي " عشية الذكرى الأولى لتولي حكومة عبد المهدي مهامها.

وخلال 48 ساعة قُتل ما لا يقل عن 63 شخصاً معظمهم في الجنوب.

في 26 من الشهر نفسه، اتهمت الأمم المتحدة "جماعات مسلحة" بالسعي لـ"تخريب التظاهرات السلمية".

وبعد يومين، نزل آلاف الطلاب والتلاميذ إلى شوارع بغداد ومدن الجنوب. وليلاً، تجاهل آلاف العراقيين حظر التجول في بغداد.

تحذير من التدخلات

في 30 تشرين الأول ، أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أنّ للمتظاهرين في العراق مطالب "مشروعة"، لكنّه دعا إلى التحرك "ضمن الهيكليات والأطر القانونية".

وفي الأول من تشرين الثاني حذر المرجع الديني الشيعي الأبرز في العراق آية الله علي السيستاني من التدخلات.

وفي الثالث منه قتل أربعة متظاهرين أثناء محاولتهم إحراق البعثة الدبلوماسية الإيرانية في كربلاء جنوبي البلاد.

وفي التاسع منه، بعد اجتماعات برئاسة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، اتفقت الأحزاب الحاكمة على عدم التغيير في السلطة ووقف حركة الاحتجاج حتى وإن لزم الأمر اللجوء إلى القوة.

وفي 17تشرين الثاني ، نزل آلاف العراقيين إلى الشارع تلبية للدعوة إلى إضراب عام. وفي بغداد وسع المحتجون تحركهم.

اتسع العصيان المدني في 24 من الشهر نفسه في الجنوب. وبات جنوب البلاد مشلولاً: طرقات مقطوعة وإدارات ومدارس مغلقة.

وفي 27 منه، أحرق متظاهرون القنصلية الإيرانية في مدينة النجف وأُعلن حظر التجول. وردد المتظاهرون "إيران خارج البلاد!".

في 28 تشرين الثاني ، قُتل 46 متظاهراً منهم 28 في الناصرية وأصيب ألف شخص بجروح بأيدي ضباط عسكريين أرسلوا من بغداد لاحتواء اشتعال الوضع لكنهم تراجعوا إزاء الفوضى.

استقالة الحكومة

دعا لية الله العظمى السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة في 29 تشرين الثاني مجلس النواب العراقي إلى سحب الثقة من الحكومة.

وبعد بضع ساعات أعلن عادل عبد المهدي أنه يعتزم تقديم استقالته إلى مجلس النواب، فعمت مظاهر الفرح في ساحة التحرير بوسط بغداد.

وفي السادس من كانون الثاني دعا آية الله السيستاني، الرافض لعب "أي دور" في تعيين رئيس الوزراء، إلى القيام بذلك "بعيدا عن التدخلات الخارجية".

وفي 13 كانون الثاني أدان السيستاني "عمليات الاغتيال والخطف" متمنياً ألا تتصرف "أي مجموعة مسلحة خارج إطار الدولة".

وأدانت منظمة العفو الدولية "حملة ترهيب" مشيرة إلى "مضايقات وترهيب وخطف واغتيالات متعمدة".

واعتباراً من 22 من كانون الثاني صعد المحتجون تحركهم بعد هدوء دام أسابيع.

وصوّت البرلمان على إصلاح نظام الاقتراع الذي سيصبح نظاماً بالاقتراع الفردي.

تجدد التعبئة

في العاشر من كانون الأول 2020 اشتدت التظاهرات ، وفي العشرين منه بدأ متظاهرون بقطع الطرقات والجسور بإطارات مشتعلة في بغداد والجنوب. لكن قوات مكافحة الشغب ردت بعنف.

وفي 29 منه أمهل الرئيس صالح البرلمان ثلاثة أيام لتعيين خلف لرئيس الوزراء مهدداً بتعيينه شخصياً بعد هذه الفترة.

وفي 31 دعا السيد السيستاني إلى تنظيم انتخابات تشريعية "في أقرب فرصة"، فيما دعا مقتدى الصدر إلى تظاهرة "ضخمة" في بغداد.

في الأول من شباط ، أعلن وزير الاتصالات العراقي الأسبق محمد توفيق علاوي في مقطع فيديو تكليفه من قبل رئيس الجمهورية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعد نحو شهرين من استقالة سلفه عادل عبد المهدي تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية.

وفي الخامس من الشهر نفسه، اندلعت مواجهات دامية في مدينة النجف بعد أن اقتحم أنصار التيار الصدري ساحة الاعتصام وسط المدينة. وأسفر الاقتحام عن مقتل ستة متظاهرين على الأقل.

Top