واشنطن بوست: الشارع يحارب من أجل مستقبل العراق

واشنطن بوست: الشارع يحارب من أجل مستقبل العراق

 ترجمة: حامد أحمد 

شباب صغار يافعون يموتون أسبوعياً تحت نيران وقمع قوات حكومية ومجاميع مسلحة . لقد مضى على المحتجين من شباب العراق أربعة أشهر وهم ملازمون الشارع للمطالبة بوضع حد لنظام سياسي صادر أحلامهم بالمستقبل وتطلعهم لبلد خالٍ من تدخلات خارجية إيرانية وأميركية .

لقد تمكن المتظاهرون لحد الآن من إجبار رئيس الوزراء على تقديم استقالته وفازوا بتشريع قانون انتخابي معتدل . ولكن هذه المكاسب جاءت بدماء . لقد أقدمت قوات أمنية على قتل أكثر من 500 متظاهر لحد الآن . محتجون تقاطروا لساحة التحرير السبت لمناصرة أقران لهم جابهتهم قوات أمنية بعنف كانت تهدف لإخلاء الساحة منهم وفتح جسور . 

حيدر صباح ، ناشط ومصور يوثق أحداث العنف التي يتعرض لها المحتجون في ساحة التحرير ، يقول " الثورة جعلتني أدرك بأنني أحب العراق اكثر مما كنت أتوقع . إذا بقى الوضع السياسي على ما هو عليه ، فإن أطفالي سيواجهون حياة مأساوية ."

ويقول صباح إنه مضى عليه اكثر من 100 يوم وهو متواجد في ساحة التحرير ، مشيراً الى أنه قلما يذهب للبيت ويقضي معظم أوقاته يوثق أحداث الاحتجاج في ساحة التحرير ويبث ما يلتقطه من صور وأفلام بشكل مباشر على صفحته في فيسبوك وذلك من خيمة البث المباشر التي يتواجد بها مع بقية زملاء له في الساحة ، وقد تلقى عدة تهديدات من جماعات مسلحة مجهولة مما دفعه الى تغيير مكان سكنه خشية إلقاء القبض عليه في منزله القديم .

ما يدل على إصرار المحتجين وقوة عزيمتهم هو أنه بعد أن تم حرق خيمهم وترويعهم ، حدث شيء مدهش حيث تضاعفت أعداد المحتجين بدل من نقصانهم وتم تنظيف أماكن الحرق ونصبت خيم جديدة مكانها وتعهدوا بالابقاء على زخم قضيتهم التي أعطوا ضحايا من أجل تحقيقها .

الناشط صباح ما يزال في خيمته يبث الأحداث رغم تهديدات تلقاها . وعبر الخيم المنصوبة في ساحة التحرير يقول نشطاء آخرون بأن شعور التحدي لديهم ازداد الآن أكثر من أي فترة مضت .

ويقول ، ياسر ، وهو طالب كلية طب يتواجد في ساحة التحرير " جئت هنا لأقول بأنني مستعد لأموت في سبيل بلدي ، وهذا يعبر عن صدقي أكثر من أي وقت سابق . لقد رأينا ما فعلوا بأشخاص طالبوا بالتغيير . ليس هناك عودة للوراء ."

حتى بينما يطالب المحتجون بوضع حد لتدخلات أميركية وإيرانية في العراق ، فإنهم تقدموا بطلب للأمم المتحدة بأن تتدخل لنصرة قضيتهم .

حركتهم الاحتجاجية التي مضى عليها أشهراً ما تزال مستمرة لحين تحقيق المطالب بتغيير نظام سياسي فاشل مبني على محاصصة طائفية ومحسوبية مع تشكيل حكومة من دون إملاءات خارجية وحزبية .

 عن واشنطن بوست

Top