وداعًا راعية الأيتام ..ناشطو الاحتجاجات ينعون  أم جنات : انتظروا البصرة

وداعًا راعية الأيتام ..ناشطو الاحتجاجات ينعون أم جنات : انتظروا البصرة

"مركبات الموت" الرباعية من جديد.. وضابط يروي تفاصيل اغتيالها

 متابعة الاحتجاج

نعى ناشطون عراقيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الناشطة المدنية، جنان ماذي الشحماني، المعروفة بـ"أم جنات"، التي قتلت مساء امس الاول الثلاثاء 21 كانون الثاني/يناير إثر هجوم مسلح، وسط مدينة البصرة.

أصيبت "أم جنات"، بعدة طلقات في منطقة الصدر والبطن، وفق شهود عيان، كانوا إلى جانبها لحظة الهجوم المسلح الذي تعرضت له برفقة المسعفة فاطمة علي، وعدد من المتظاهرين من قبل مجهولين، ونقلت على إثرها إلى مستشفى الفيحاء وسط البصرة، وهي مفارقة للحياة، مع إصابة زميلتها و10 متظاهرين آخرين بجروح متفاوتة. 

من جانبها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط في شرطة البصرة، قوله "قتلت الناشطة المدنية جنات ماذي (49 عاماً)، بهجوم شنه مسلحون مجهولون يستقلون سيارة رباعية الدفع، وأصيب خمسة أشخاص آخرين أيضاً، بينهم ناشطة بجروح بالغة".

وبين التقرير، أن "الهجوم وقع قبيل منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، وأكد مصدر طبي في دائرة الطب العدلي في البصرة تلقي جثة الناشطة التي فارقت الحياة إثر إصابتها بالرصاص".

وتابع، "تعرض هؤلاء، وهم متظاهرون وناشطون يقدمون خدمات طبية وإسعافات أولية للمتظاهرين، للهجوم في طريق عودتهم من ساحة الاحتجاجات".

وأردف التقرير "يأتي الحادث بعد مقتل أربعة متظاهرين خلال اليومين الماضيين في بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية".

في حين قال أحد المقربين من الراحلة إن "الشحماني، كانت ناشطة مدنية بصراوية، تعمل على رعاية الأيتام، وتعليم الأرامل فنون الخياطة والحلاقة والطبخ والأعمال اليدوية"، مشيرًا إلى أنها "مسؤولة عن عدة عوائل متعففة في البصرة، وكافلة لـ500 يتيم تجمع لهم التبرعات والمساعدات شهريًا". ويضيف المقرب منها، أنها "كانت تعمل على تجميع الأثاث المستعمل، والملابس، وتطبخ في منزلها من أجل توزيع كل تلك الحاجيات على العوائل التي كانت راعية لهم"، واصفًا إياها "امرأة بألف رجل أفنت حياتها في مساعدة المحتاجين دون أن تتزوج".

وقبل لحظات مقتلها، يروي المقرب أنها "كانت تجهز شاشة تلفاز وفرش منزلية وملابس شتائية لعائلة طلبت المساعدة منها"، مشيرًا إلى أنها "منذ بداية الحراك الشعبي في مطلع تشرين الأول، وهي تقود التظاهرات النسوية، وتقدم المساعدات والدعم اللوجستي للمتظاهرين في محافظة البصرة"، مؤكدًا أنها "كانت حين تسمع بنبأ استشهاد متظاهر، تعلق قائلة (هنياله اللي يروح شهيد)"، وهي ذات العبارة التي كررتها قبل لحظات من الهجوم المسلح.

وشيَع الآلاف مع ساعات الفجر الأولى 22 كانون الثاني/يناير، جثمان الشحماني، في ساحة البحرية وسط البصرة، لتنضم الناشطة "أم جنات"، إلى قائمة مفتوحة من الضحايا بلغت أكثر من 21 ألف بين قتيل وجريح منذ انطلاق الجولة الثانية من الاحتجاجات العراقية في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفق الأمم المتحدة ومنظمات دولية ومحلية.

وعلى إثر مقتلها، أطلق الناشطون في محافظة البصرة وسم "هاشتاك" #انتظروا_البصرة، على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يكشفوا عن مضمونه وعن الخطوات التصعيدية التي سيتبعونها ردًا على الهجوم المسلح.

Top