قنابل صغيرة وبرؤوس مطاطية لتفريق احتجاجات المنطقة الخضراء

قنابل صغيرة وبرؤوس مطاطية لتفريق احتجاجات المنطقة الخضراء

 متابعة الاحتجاج

أثارت التظاهرات التي نظمها الحشد الشعبي عند السفارة الأمريكية في بغداد بالمنطقة الخضراء تساؤلات كثيرة من قبل متظاهرين وناشطين ومدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، جرى أكثرها حول التمييز بين "العراقيين"،

وبين من أسموهم "أبناء دولة الفصائل"، ليس على قوّة النفوذ وحرية التنقل والتسهيلات الاقتصادية وامتلاك السلاح فحسب، بل وصلت إلى حصولهم على أساليب قمع "يُحسدون عليها"، فيما لو قورنت بما واجهه المحتجون منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر وإلى الآن، حيث أدى القمع إلى سقوط أكثر من 20 ألف قتيل وجريح.

ولم تغب الصدمة عن وجوه وحروف متظاهرين وناشطين وصحفيين ووسائل إعلام، فور مشاهدة مسيرات عناصر الحشد الشعبي، وهم يجوبون المنطقة الخضراء المحصنة بشكل مفاجئ وسريع دون مقدمات، متجهين صوب السفارة الأمريكية، والإعلان عن الاستعداد لنصب خيام الاعتصام أمام السفارة احتجاجًا على قصف القوات الأمريكية لمقرّات الحشد الشعبي، وسط تواجد "قيادات حشدية" تظهر خلفهم مشاهد حرق وتكسير، وهي المشاهد نفسها التي قال محتجون إن هؤلاء القادة هاجموها سابقًا، ووصفوها بـ"الجوكرية والتخريبية"، عندما كانت تصدر من المحتجين في أوقات سابقة.

وفي الأثناء، انتشرت مقاطع فيديو، تظهر لحظة دخول مسيرة عناصر الحشد الشعبي إلى المنطقة الخضراء بعد اقتحام بوابة المنطقة من جهة الجسر المعلق، بعد دفع ضابط أركان برتبة كبيرة، والدخول رغمًا عنه والصعود فوق الآليات العسكرية المتواجدة عند البوابة.

محتجون في ساحات التظاهر، صُدموا عندما سمعوا بوقوع حالات اختناق بين صفوف محتجي الفصائل، بعد إطلاق غازات مسيلة للدموع عليهم، معتبرين لأول مرة أن "القمع يتوزع على الجميع"، لكن المفاجأة ذهبت، حالما انتشرت صور القنابل الغازية المستخدمة، وهي عبارة عن قنابل صغيرة الحجم وبرؤوس غير معدنية، بل مطاطية تمنع وقوع إصابات أو اختراق جماجم المحتجين فيما لو اصطدمت بهم، على عكس القنابل التي أطلقت على المحتجين في بغداد والمحافظات والتي أوقعت قتلى وجرحى بينهم.

وعلقت المتظاهرة وصاحبة أحد مواكب الدعم اللوجستي في ساحة التحرير، "أم سجاد"، على التفاوت في التعامل بين متظاهري التحرير ومتظاهري الفصائل، قائلةً "يبدو أننا عدة شعوب داخل العراق، شعب تنحاز له الدولة وفصائلها كمتظاهر احترموا وجوده واعتصامه، وآخر تقمعه الدولة ويتم التشكيك بكل تحركاته".

من جانبه، قال سيف أحمد، وهو أحد مسعفي المفارز الطبية في ساحة التحرير، معلقًا على صور القنابل الدخّانية التي استخدمت قرب السفارة الأمريكية، إنه "لو تم استخدام هذه القنابل لما خسرنا الكثير من الأرواح والدماء، ولما وقع صفاء السراي وغيره ضحية قنبلة معدنية اخترقت جماجم الكثير من المتظاهرين وسقطوا والدخان يخرج من جماجمهم في مشهد موت جديد، يضاهي أشد مشاهد القساوة التي شهدتها البشرية".

وقال كرار حامد أحد ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي في منشور له يعلّق على صور القنابل الغازية "الأمريكية": "القنابل المسيلة اللي اليوم ضربت على المتظاهرين داخل المنطقة الخضراء، قنابل كيوت وأسفنجية، لا تسبب إصابات مباشرة لو اصطدمت برأس أو جسم المتظاهر"، متسائلًا "ما بهم جماعتنا قنابلهم تنام برؤوس المتظاهرين".

Top