متظاهرون جُلّهم من الشباب يتحدثون باسم الشعب العراقي

متظاهرون جُلّهم من الشباب يتحدثون باسم الشعب العراقي

 ترجمة حامد أحمد

احتجاجات بقيت مستمرة لأشهرفي بغداد وبقية محافظات جنوبية أخرى ، اجبرت رئيس وزراء البلاد عادل عبد المهدي على الاستقالة ولكن الكتل السياسية ما تزال غير قادرة لحد الآن من إيجاد بديل يحظى برضا المحتجين الداعين للإصلاح الذين يقولون إنهم باقون لحين تحقيق مطالب الشعب .

إطارات محروقة أضاءت شوارع البصرة ليلاً احتجاجاً من قبل متظاهرين على تسمية مرشح آخر جديد لرئاسة الوزراء وهو محافظ البصرة اسعد العيداني التابع لكتلة سياسية .

محمد ، محتج من البصرة ، قال " ما الذي قدمه أسعد العيداني ليكون رئيساً للوزراء ، هل حارب الفساد ، هل أرجع الخدمات ؟ ، ليس هناك أي خدمات . واقول له مهما فعلت لن تحصل على منصب رئاسة الوزراء ."

وكانت رئاسة الجمهورية قد رفضت الموافقة على المرشح الجديد لرئاسة الوزراء بقولها إنها تسعى لحقن الدماء لما قد يسببه هذا الترشيح إراقة مزيد من الدماء .

إحدى المحفزات الرئيسة للانتفاضة السياسية هذه التي بدأت في تشرين الأول هو ما حدث سابقاً من احتجاجات في البصرة ومحافظات جنوبية أخرى وكذلك العاصمة بغداد ضد قلة الخدمات وانتشار البطالة والفساد الحكومي مع تعبير المحتجين عن رفضهم للنفوذ الايراني في البلد .

الاحتجاجات ، التي ليس لها من يقودها والمتميزة باستقلاليتها عن أي طرف سياسي أو طائفي ، تكبدت ما يزيد على 490 قتيلاً وجرح آلاف آخرين جراء إجراءات حكومية قمعية لمطالبتهم بتغيير جذري للعملية السياسية وتنصيب حكام غير مرتبطين بأحزاب سياسية .

وقال متظاهر آخر من بغداد " لا نريد رئيس وزراء من هذه الأحزاب السياسية ، نحن نريد اسقاط هذا النظام السياسي وتغيير الدستور."

عباس كاظم ، خبير بالشأن العراقي ورئيس المبادرة العراقية للابحاث في المجلس الاطلسي ، قال إن هناك كثيراً من المرشحين وجميعهم قادمون من نفس الجُب المرفوض من قبل المحتجين . ان المحتجين لا يرفضون فقط الحكومة أو حزب أو كتلة ولكنهم يحتجون ضد الطبقة السياسية بأكملها التي هيمنت على زمام أمور البلد منذ عام 2003 ولحد الآن . إنها مشاكل تراكمت في العراق على مدى 15 أو 16 عاماً من الفشل الحكومي ، وإن الشعب سئم من كل شخص شارك بالعملية السياسية في أي منصب ، ولهذا فإنهم يطالبون بوجوه جديدة من الذين لم يشغلوا أي منصب على مدى الخمس عشرة سنة الماضية ومن الناس الذين لم تتطلخ أيديهم بدماء عراقيين أو مال حرام او طعنوا بكرامة الشعب العراقي .

المحتجون يمثلون غالبية السكان العراقي الذين هم جلهم من الشباب ، حيث إن 60% من تعداد البلد من شباب دون الثلاثين من العمر تتراوح بحدود 25 او 24 سنة وحتى أصغر من ذلك ، إنهم يعون ما يريدون .

ويقول الباحث ، كاظم ، إنهم يطلقون عبارة ، فيتو ، على السلطة الحاكمة . الأحزاب تقدم اسماء لمرشحين ووسائل إعلام تروج لاسماء ولكن الاجابة تأتي بالرفض من هؤلاء الشباب بقولهم لا نريد هذا الشخص . إن المحتجين يتحدثون بلسان حال الشعب العراقي الرافض لجميع الأحزاب السياسية .

ويمضي الباحث بقوله " إن هؤلاء المحتجين والناشطين هم من يعبرون عن مطالب الشعب والدليل على ذلك إنه لم ترد أي اعتراضات أو أصوات ضدهم من أغلبية الشعب البالغ عددهم 40 مليون نسمة ، ولهذا فإن هناك أملاً من أن الحكومة القادمة ستستعد لانتخابات عامة لتعرف بالضبط أين يقف الشعب العراقي الآن ."

وكان بيان لشباب انتفاضة تشرين أكد أنه ليس هناك مرشح لا ترتضيه الانتفاضة ، وجاء فيه أن كتل الفساد والمحاصصة تريد أن تبقى وتعيد انتاج نفسها وهي استخدمت كل ما تملك من وسائل الضغط ليكون المكلف برئاسة الوزراء ضمن حدود المحاصصة الطائفية .

وقال الشباب المحتجون إنهم سيستمرون مرابطين في مكان اعتصامهم في ساحة التحرير لحين تحقيق مطالبهم التي نادوا بها منذ مطلع شهر تشرين الأول بإزالة نظام المحاصصة الفاسد الذي حكم البلاد طوال 16 عاماً .

عن موقع PBS الاميركي

Top