يوميات تظاهرات ذي قار «2»

يوميات تظاهرات ذي قار «2»

تظاهرات يوم الاربعاء 2 تشرين الأول 2019

 ذي قار / حسين العامل

انطلقت تظاهرات اليوم الثاني من تظاهرات تشرين في ذي قار يوم الاربعاء 2 تشرين الأول 2019 من ساحة الحبوبي وسط الناصرية وشهدت مشاركة أكبر من اليوم السابق رغم القمع الذي واجهته تظاهرات يوم الثلاثاء كما شاركت كل من أقضية الشطرة وسوق الشيوخ والدواية والرفاعي والنصر ووحدات إدارية أخرى بالتظاهرات التي جوبهت بالقوة المفرطة واسفرت عن استشهاد 7 أشخاص وجرح أكثر من 110 أشخاص من المتظاهرين فضلاً عن عشرات المعتقلين .

جرى التحشيد لتظاهرة يوم الاربعاء وسط تعاطف شعبي كبير مع المتظاهرين الذين تعرضوا الى قمع دموي في اليوم الأول من التظاهرات وهو ما زاد من زخم المشاركة الجماهيرية ليرتفع من 1000 مشارك في تظاهرات اليوم الأول بمركز مدينة الناصرية الى 1500 مشارك في اليوم الثاني هذا ناهيك عن مشاركة مئات المتظاهرين في تظاهرات الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة. 

وشهدت التظاهرات بعد أقل من نصف ساعة من انطلاقها من ساحة الحبوبي باتجاه مبنى محافظة ذي قار الى محاولات لتفريقها من قبل القوات الأمنية التي كانت أكثر استعدادا وتنظيماً من السابق حيث انتشرت قوات مكافحة الشغب وأفواج الطوارئ والشرطة المحلية فضلاً عن عناصر الأجهزة الاستخباراتية والملثمين على امتداد خط سير التظاهرات ، وهو ما أدى الى مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية والمتظاهرين دارت رحاها في شوارع الكورنيش والحبوبي والنيل وشارع عشرين وسط مدينة الناصرية ، حيث استخدمت قوات الشرطة وعناصر مدنية من الملثمين الرصاص الحي والقنص وقنابل الغاز المسيل للدموع فضلاً عن استخدام الهراوات والماء الساخن ، فيما استخدم المتظاهرون الحجارة و ( المصيادة ) والدعبل لمواجهة تقدم القوات التي تهاجم حشودهم.

واسفرت المواجهات واعمال القنص والرمي العشوائي عن استشهاد 7 أشخاص من المتظاهرين والمدنيين وكذلك عنصر من الشرطة ، ومن بين الشهداء سيف علي مانع وناصر كشيش وزير والصيدلاني مهند كامل مشكور وضياء حسين رمضان وسعود سعد منشد وقاسم جواد كركوش وفرحان غالب فرحان ، فيما تجاوزت أعداد المصابين الـ 110 أشخاص .

ويعود ارتفاع أعداد ضحايا التظاهرات في هذا اليوم الى كثافة النيران واستخدام الرصاص الحي فضلا عن الاندفاع الكبير لدى المتظاهرين الشباب الذين ابدوا بسالة منقطعة النظير في مواجهات قوات الشرطة والملثمين وكذلك في مواجهة حماية مقر منظمة بدر الذين أفرطوا في استخدام القوة برمي الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين الذين تجمعوا في بادئ الأمر أمام مقر المنظمة للاحتجاج على استهدافهم من قبل عناصر حمايتها حيث سقط عشرات الضحايا بين جريح وشهيد ، ومع اشتداد المواجهة بين المتظاهرين وعناصر الحماية اندفع المتظاهرين الى اقتحام مقر منظمة بدر وحرقه انتقاماً للضحايا من رفاقهم حيث تعرضت استعلامات المنظمة للحرق وكذلك مكتب النائب رزاق محيبس السعداوي الذي كان ضمن مقر المنظمة المذكورة.

ولم تكن تظاهرات اليوم الثاني بمنأى عن الاعتقالات حيث قامت القوات الامنية باعتقال العشرات من المتظاهرين أثناء المواجهات أو أثناء تفريقها ، ومن بين المعتقلين الناشط المدني حيدر فليح الذي اعتقل من قبل عناصر فوج الطوارئ قرب مبنى المحافظة ومن ثم تم نقله الى مركز شرطة البلدة مع عدد اخر من المعتقلين.

ويشير بعض المعتقلين الى عدة أماكن لاعتقال المتظاهرين من بينها سجن البلدة وفوج الطوارئ ومديرية الاستخبارات ومكافحة الارهاب واستخبارات قيادة عمليات الرافدين، فيما يتحدث البعض منهم عن تعرض عدد من المعتقلين في مقر استخبارات الناصرية الكائن قرب الإدارة المحلية للتعذيب وإرغامهم على الاعتراف على اسماء المتظاهرين.

في حين أعلن عن الإفراج عن 33 متظاهراً في ذي قار بعد اعتقالهم في تظاهرات اليوم الأول.

وشهدت تظاهرات يوم الاربعاء في مركز مدينة الناصرية أعمال حرق طالت مبنى محافظة ذي قار ومقر منظمة بدر ، فيما شهدت تظاهرات قضاء الشطرة حرق مقر الاستخبارات بعد تعرض عدد من المتظاهرين للإصابة بجروح عند تفريق التظاهرات في القضاء المذكور ، وكذلك حرق مقر الحركة الإسلامية ، أما في قضاء سوق الشيوخ فقد كانت للمتظاهرين صولة واسعة على مقرات الأحزاب والأبنية الحكومية حيث تم حرق مقرات تيار الحكمة ومنظمة بدر ومكتب الحزب الشيوعي ومقر عصائب أهل الحق الذي واجه المتظاهرين بالرصاص الحي حيث اصيب خمسة أشخاص من المتظاهرين والقوات الأمنية بجروح مختلفة ، كما تم حرق أبنية حكومية في القضاء المذكور من بينها مبنى القائمقامية والمجلس البلدي ومبنى بلدية سوق الشيوخ، فيما قام المتظاهرون في قضاء الدواية باحراق مبنى المجلس البلدي .

وإزاء تصاعد أعمال العنف والمواجهات قررت الحكومة المحلية في ذي قار فرض حظر للتجوال في الناصرية بدءاً من الساعة الثامنة مساء ، كما أعلنت عن تشكيل لجنة رفيعة للتحقيق في أحداث العنف التي رافقت التظاهرات ، فيما أُعلن عن توجه رئيس أركان الجيش الى محافظة ذي قار وعقد مؤتمر أمني في مقر قيادة الشرطة، في حين عقد مجلس محافظة ذي قار اجتماعه الدوري لبحث ملفي التظاهرات وزيارة الأربعين ، فيما أوفدت وزارة الصحة فريقاً الى المحافظة لبحث حاجتها من الأدوية والكوادر الصحية.

ورفع المشاركون في تظاهرات اليوم الثاني شعارات تطالب بإسقاط النظام وتوفير الخدمات وفرص العمل ومحاسبة الفاسدين، كما رددوا هتافات من قبيل (الشعب يريد إسقاط النظام) و ( الملعب هذه الملعب قناصك وينه ) و ( احنه الطبينه الملعب ، ما ردتنه القناصات ) و ( هاي الحكومة الفاسدة ما نريدها ، والواحد وتسعين والله نعيدها ) و ( احنه الاسسنه الملعب وحنه النلعب بيه ) و ( رد مالك ملعب ويانه ) ، فيما ردد أهالي قضاء الشطرة ( هذا وعد هذا وعد الشطره ما تسكت بعد ) و ( فوتي بزودچ يا بغداد ، الشطرة حزام بظهرچ ) و ( مو منه وبينه الما يطلع يتظاهر ).

Top