وانطلقت التظاهرات نتيجة جملة من العوامل أبرزها العامل الاقتصادي والفساد السياسي وتفشي البطالة وارتفاع معدلات الفقر والتسويف في الاستجابة لمطالب المتظاهرين طيلة السنوات والأشهر الماضية وتشريع قوانين تعزز امتيازات الطبقة السياسية واتباعها من بينها امتيازات ورواتب المحتجزين في رفحاء السعودية حيث خُصصت ملايين الدنانير الى الرفحاويين وأسرهم الذين يعيش معظمهم في الخارج فيما عراقيو الداخل معظمهم يعيشون تحت خط الفقر ولا تتوفر لهم فرصة عمل .

ومما زاد في تفاقم الأوضاع وتصاعد النقمة الجماهيرية على الطبقة السياسية هو انطلاق حملات هدم منازل الفقراء من المتجاوزين على أراضي الدولة من دون توفير البديل لهم كما اسهمت قرارات الحكومة بمعاقبة الفريق عبد الوهاب الساعدي ونقله من جهاز مكافحة الارهاب الى مديرية الأمرة في وزارة الدفاع من دون مراعاة تضحياته وتفانيه في محاربة الارهاب وتحرير الأراضي والمدن العراقية التي احتلتها داعش، ما عدّه العراقيون عدم وفاء للمضحين لبلدهم ، كما أثر قمع اعتصام ذوي الشهادات العليا والأكاديميين في نفوس العراقيين حيث أهينت كفاءاتهم العلمية بكل قسوة حتى أن إحدى الاكاديميات تكشف جسدها من أثر رشقها بالماء الساخن.

أبرز أحداث اليوم الأول من التظاهرات

• انطلقت التظاهرة التي شارك فيها أكثر من 1000 متظاهر معظمهم من الشباب من ساحة الحبوبي وتوجهت صوب مبنى محافظة ذي قار كما انطلقت تظاهرات أخرى في عدد من أقضية ونواحي المحافظة ، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام وتوفير الخدمات وفرص العمل ومحاسبة الفاسدين، كما رددوا هتافات من قبيل (هذه وعد هذه وعد ، ذي قار ذي قار ما تسكت بعد) و (بالروح بالدم نفديك يا عراق) و (الشعب يريد اسقاط النظام) و ( إيران بره بره ، بغداد تبقى حره) و( مو منه وبينه الما يطلع يتظاهر ) و (باسم الدين باكون الحرامية) وشعارات وهتافات اخرى.

• شهدت التظاهرات مواجهات واشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية قرب مبنى محافظة ذي قار وشارع النيل وشوارع أخرى فرعية في مربع مدينة الناصرية واستخدمت القوات الأمنية وعناصر أخرى من الأشخاص الملثمين الذخيرة الحية فيما استخدم المتظاهرون الحجارة وقد أسفرت المواجهات عن استشهاد أحد المتظاهرين المدعو ( مصطفى عبد الأمير لعيبي ) وإصابة 64 متظاهراً آخر بجروح مختلفة في حين اعتقل أكثر من 30 متظاهراً.

• القوات الأمنية من الشرطة تعزز قواتها بقطعات من الجيش لاحتواء زخم التظاهرات وصد اندفاع المتظاهرين .

• القوات الامنية ذكرت في تصريحات صحفية إصابة نحو 20 شخصاً من عناصرها بجروح من جراء رميهم بالحجارة على يد المتظاهرين خلال الاشتباكات ، فيما أشارت وسائل الإعلام المحلية الى حرق عدد من آليات الشرطة المستخدمة في قمع المتظاهرين .

• أكد عدد من المتظاهرين استهدافهم من قبل قناصين مجهولين ومن قبل أشخاص مدنيين يحملون أسلحة حديثة ويستقلون مركبات بيكب غير حكومية .

• ورود أنباء عن مشاركة حراس مقر منظمة بدر الواقعة في شارع الكورنيش قرب مبنى محافظة ذي قار بالرمي على المتظاهرين بعد ترديد المتظاهرين هتاف ( باسم الدين باكون الحرامية ) فيما تحدث بعض المتظاهرين عن مشاركة عناصر من المنظمة المذكورة بمساعدة القوات الأمنية في اعتقال عدد من المتظاهرين.

• أشار ناشطون في مجال التظاهرات الى أن الكثير من المتظاهرين والجرحى لم يراجعوا المستشفيات الحكومية لغرض العلاج والتداوي خشية اعتقالهم من قبل القوات الأمنية أو فتح قضايا تحقيق تجرهم فيما بعد الى المحاكم، فيما تناقلوا أنباء عن محاولات لعناصر من أحزاب السلطة والفصائل المسلحة لاعتقال بعض الجرحى ونقلهم الى أماكن غير معروفة.

• قوبل القمع الوحشي للتظاهرات بإدانة محلية ودولية ، فيما حفّز ذلك قطاعات كبيرة من المجتمع على التعاطف مع المتظاهرين وتقديم الدعم الواسع لهم فيما بعد ، في حين فتحت الكثير من الدور أبوابها للمتظاهرين الذين كانوا يتعرضون الى الرمي من قبل القوات الامنية والمسلحين.

• يربط البعض من المراقبين بين تخلي التيار الصدري عن دعم المتظاهرين وإفراط الحكومة في استخدام العنف ضدهم ، مشيرين الى أن الحكومة استفردت بالمتظاهرين السلميين وقمعتهم بقوة بعد إعلان التيار الصدري الذي يمتلك فصيلاً مسلحاً قوياً عن عدم المشاركة في تظاهراتهم.

 

أبرز الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام المحلية في ذي قار يوم الثلاثاء 1 تشرين الأول 2019

• نزول قوات من الجيش في شوارع الناصرية لدعم الشرطة في تأمين مبان حكومية.

• ارتفاع حصيلة مظاهرات الناصرية الى قتيل واحد و33 جريحاً

• مصرع متظاهر في الناصرية، وإصابة آخر بجروح بليغة.

• صحة ذي قار: 18 مصاباً من الشرطة ولا معلومات عن إصابات المتظاهرين

• الناصرية: إطلاق نار وحرق عجلات ومطاردات على وقع التظاهرات

• صحة ذي قار: خمسة مصابين من الأجهزة الأمنية في تفريق تظاهرات الناصرية

• العشرات يتظاهرون في الناصرية ويرددون شعار «نريد اسقاط النظام».