حملة اغتيال ناشطي التظاهرات تنتقل إلى ذي قار

حملة اغتيال ناشطي التظاهرات تنتقل إلى ذي قار

أحدهم أُغتيل على بعد 500 متر عن قيادة الشرطة
 ذي قار / حسين العامل

كشف مصدر طبي في محافظة ذي قار يوم أمس السبت ( 21 كانون الاول 2019 ) عن اغتيال شخص واحد وإصابة شخصين آخرين بجروح مختلفة ، بعد تعرضهم لمحاولتي اغتيال على يد أشخاص مجهولين يومي الخميس والجمعة ، وفيما اتهم ناشطون في مجال التظاهرات أحزاب السلطة المتضررة من التظاهرات بارتكاب جرائم الاغتيال ، أكدوا إنهم رفعوا شعار مستمرون لحين تحقيق كامل مطالبهم المشروعة.

وقال مصدر طبي في محافظة ذي قار للمدى إن " أحد المتظاهرين يدعى علي محمد مكطوف النجار العصمي توفي متأثراً بجراحه عصر يوم الجمعة بعد تعرضه للاغتيال على يد أشخاص مجهولين يستقلون سيارة نوع نيسان"، مبينا أن " الضحية اصيب بثلاث طلقات نارية في أماكن متفرقة من جسده قرب تمثال الشيباني في صوب الشامية".

فيما قال الناشط الإعلامي ياس الخفاجي إن " مجهولين يستقلون سيارة نوع كرستا اطلقوا النار مساء الخميس على شخصين من تنسيقية تظاهرات قضاء الغراف هما علي الغزي و طارق الجحيشي وأصابوهما باطلاقات نارية بأقدامهما"، مشيراً الى أن " الضحايا نقلوا إلى المستشفى وحالياً يتلقون العلاج".

وقال الناشط سلام العصمي شقيق الشاب الذي استشهد عبر فيسبوك إن مسلحين قتلوا شقيقه الصغير علي العصمي الذي كان يستعد للزواج خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ووجه العصمي كلامه للجناة بأن من قتلوه هو شقيقه الأصغر وليس هو، مما يشير إلى أن المستهدف الأول بالنسبة للمسلحين هو سلام وليس علي.

وهذا هو خامس ناشط يتم اغتياله منذ بداية كانون الاول الجاري في العراق، حيث تزداد حملة التخويف والخطف وقتل المتظاهرين في البلاد.

ومن جانبه قال الناشط المدني محمد ياسر الخياط للمدى إن " تصاعد جرائم الاغتيال التي تستهدف المتظاهرين تؤشر إلى حالة انفلات أمني في محافظة ذي قار ولاسيما إن أحد الضحايا اغتيل قرب تمثال الشيباني الذي لا يبعد سوى 500 متر عن قيادة الشرطة"، مشيراً الى أن " الجناة ارغموا الضحية على الترجل من مركبته وإطلاق النار عليه أمام المارة ولاذوا بالفرار في مركبة بدون أرقام".

وتساءل الخياط " كيف تدخل سيارة بدون أرقام وتحمل أشخاصاً مسلحين وترتكب جريمة قتل في مكان قريب من قيادة الشرطة من دون أن تلاحظها قوات الشرطة أو توقفها"، مشيراً الى أن " القوات الامنية في هذه الحالة إما أن تكون متواطئة مع القتلة أو إنها لا تؤدي واجباتها بصورة صحيحة ".

وأردف الخياط أن " جريمة اغتيال الناشط المدني في منطقة الشيباني هي الثانية التي تستهدف ناشطي التظاهرات بعد محاولة اغتيال الناشطين بالغراف ( 30 كم شمال الناصرية )"، وأضاف أن " الناصرية تنزف الآن فقد وسع القتلة من نشاطهم ليشملوا محافظة ذي قار بعد أن ارتكبوا عدة جرائم في بغداد وكربلاء والديوانية".

ووجه الخياط "أصابع الاتهام للمليشيات وأحزاب السلطة المتضررة من التظاهرات بارتكاب جرائم الاغتيال التي تستهدف المتظاهرين"، مشيراً الى أن " أحزاب السلطة وعبر منابرها الإعلامية المأجورة لا زالت تُحرّض ضد المتظاهرين وترمي عليهم أشد وأفظع التهم للنيل منهم وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم".

وأكد الناشط المدني أن " المتظاهرين رفعوا شعار مستمرون لمواصلة التظاهرات ولن يثنيهم ما ترتكبه المليشيات من أعمال قتل وتصفيات "، مشدداً " لن نتوقف حتى تحقيق كامل مطالبنا المشروعة".

وأوضح الخياط أن " أساليب القتل التي تستهدف المتظاهرين ليست جديدة فقد سبق أن اغتيل الناشط هادي المهدي في تظاهرات 2011 كما اغتيل واختطف الكثيرون غيره ولم تتوقف التظاهرات بل ازداد زخمها وتوسعت المشاركة الشعبية فيها رغم استشهاد أكثر من 500 متظاهر وإصابة نحو 20 ألف آخرين في تظاهرات تشرين الحالية".

هذا وأعادت حملات اغتيال الناشطين المدنيين مشاهد حرق المقرات الحزبية في مدينة الناصرية حيث أقدم بعض المحتجين الغاضبين في ليلة الجمعة على حرق مقرات منظمة بدر وحزب الدعوة وعصائب اهل الحق ومنزل رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار المنحل جبار الموسوي للمرة الثانية في الناصرية.

Top