غوبلز يبكي في قبره ..! خلف والمحنا يُعيدان تدوير الصحاف

متظاهر 2019/12/18 09:16:47 م

غوبلز يبكي في قبره ..! خلف والمحنا يُعيدان تدوير الصحاف

 بقلم متظاهر

لم يستطع احد أن يبز وزير دعاية هتلر غوبلز. لكن محمد سعيد الصحاف نجح في الامتحان. وجعل العراقيين يتابعونه كلما أطل عليهم ليعرض آخر صولات القائد الضرورة "الاول" في صد العدوان الاميركي الغاشم على العراق.

ويُكتب له وليس لغيره استحداث مفردة "العلوج" على القوات الاميركية. واذا كان غوبلز صناعة هتلرية نازية. فإن الصحاف كان صناعة بعثية بامتياز. وربما لا يعرف جيل انتفاضة أكتوبر أن البعث بتكوينه الفكري "القومي" هوالآخر مثل الحزب النازي، "الكتاب المقدس" المُلزم للتثقيف في حزب البعث هو "حياتي" لهتلر. كان صدام حسين شخصياً مأسوراً به مثل ميشيل عفلق وقادة البعث الآخرين من مدرستهما. حتى قال احد" المرتدين" الناجين من مذبحته انه لشدة اعجابه بمذكرات هتلر يتوسد الكتاب ويعيد قراءته ومنه استمد كل معين وحشيته وطغيانه واستبداده.

والصحاف باعتباره ابن البعث، ومعتنق مبادئ وقيم سيرة هتلر ومآثره، ليس عليه عتب أن يجد له مكاناً مشتقاً من تلك المدرسة "الاعلامية". فبَرع فيها وأضاف الى قاموسها مصطلح "العلوج". وما يثير الحيرة لدى الجيل الذي تابع الصحاف وعلوجه، معرفة المصدر الذي استمد منه السيد عبد الكريم خلف الناطق المفوّه باسم القائد العام للقوات المسلحة دروسه في الدعاية السياسية. لكن الحيرة تتبدد ما أن يرجع الى تاريخ خلف البعثي، ويكتشف انه من ذات مدرسة الصحاف، سوى ان أكاذيبه خلافاً للصحاف، ساذجة ومثيرة للسخرية والاستهجان. في حين كانت "علوج الصحاف" تثير الضحك وسط خرائب الحرب وهي تقترب من موقع إطلالته الاعلامية في بغداد كل يوم. كان الصحاف يسخر من القوات الاميركية ومن إدعاءاتها بالاقتراب من العاصمة واقتحامها. لكن خلف يذهب بعيداً في الإيغال بدماء الشبيبة العراقية الزكية. يشتمهم تارة باعتبارهم "مخربين"، ومرات على عدد إطلالاته التي تستحق الرثاء والاشمئزاز، يخرج مفنّداً وقائع قتل المنتفضين بالرصاص الحي، وتكذيب ما تورده احياناً حتى تصريحات نيابية عراقية ومسؤولين في الاحزاب الحاكمة ومفوضية حقوق الانسان حول عدد الشهداء والمصابين والمفقودين في دهاليز اجهزة القمع الرسمية والطرف المجهول "المعروف" لكل ذي بصيرة. ولم يتردد في أكثر من مناسبة بنفي وجود قتلى او جرحى، وانما العكس من ذلك، ايراده اتهامات باطلة ضد المتظاهرين بدعوى انهم من يحرق المباني والمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة ويقتربون من البنك المركزي ..!

بلغت أكاذيبه حد القول ان بعض المتظاهرين يجرحون انفسهم ويذهبون الى المستشفيات لإضافة اسمائهم الى سجل المتظاهرين المصابين!. ومن أكاذيبه التي فاقت تلفيقات غوبلز، ما ذكره حول صناعة متفجرات في المطعم التركي واحتمال تفجّره والتسبب بتدمير المبنى على قاطنيه. وقد فُهم من تصريحه ذاك بانه تمهيد لعملية هجوم ميليشياوي. وقد تحقق ما مهّد له، ولكن في كراج المعتصمين في السنك والخلاني التي راح ضحيتها بسلاح زوار الليل الجبناء، العشرات من القتلى والمصابين. وأكاذيب خلف لا تُعَد ولا تُحصى، وقد يوثقها الناطق باسم القوات المسلحة لينشرها بعد ان يُسرّح كما طُرد مرة. والمحتمل هذه المرة ان يوضع في قفص الاتهام على شهادات زور أدت الى استباحة ارواح المتظاهرين وفبركة اخبار واتهامات مضللة ضدهم. ويُخشى أن يسطو على مئات التغريدات التي اطلقها المتظاهرون ويضمها الى كتابه.

لم يكن ممكناً أو منطقيًا، أن يتولى غير خلف مثل هذه المهمة. فالطبقة الفاسدة التي لوثت شرف الوطن العراقي، واستباحت كرامة العراقيين، لا تنتج سوى ما يُشبهها، وما يُعبر عن سويتها وأخلاقياتها وقيمها.

لم يبق ما يقال عن النسخة المزورة الثانية من خلف.. خالد المحنا، فالشيء بالشيء يُذكر، فهو يتشبّه ولا يدعي ما لغيره من مآثر ..

تفننت الطبقة المهيمنة في ان لا تبقي في " جراب" البعث ما لم تُدوّره من فضلاته ونفايات القائد الضرورة "الأول" في كل اركان هذه الدولة اللادولة.. موطن فجور المتأسلمين الذين عافهم الدين والمذهب؟.

إسألوا قائد الضرورة "الثاني".. صاحب صولة الفرسان، وما ننطيها .!

الا يتفكّر المتظاهرون والمعتصمون في ساحات الاعتصام وميادين الحرية بمقاضاة خلف والمحنا ووزير الصحة الجديد الذي كَذّبَ حكومته، هو الآخر في اول ايام استيزاره، حين صرح "أن عدد ضحايا التظاهرات لا يتجاوز ١١٠ شهيداً"؟. 

ان شهادة الزور على القضايا البسيطة حكمها السجن، فكيف اذا كانت شهادة الزور تغطي على جرائم ومجازر تحصد مئات القتلى وآلاف المصابين؟.

رحم الله خلف ابن امين الذي جاء ذكره في كتاب الدكتور علي الوردي "لمحات اجتماعية" فقد كان مجرد دعيٍ يوحي لغيره بشجاعة زائفة، فهو بذلك يسيء لذاته، لا لغيره. ولأنه لا يشبه غير نفسه، قد يموت كمداً إذا ما جاءت سيرته مع تغريدات خلف ومحنا المعاصرين!.

Top