شهيد ساحة التحرير

موفق محمد 2019/12/16 07:58:44 م

شهيد ساحة التحرير

 موفق محمد

أبعدَ كلَّ هذا لا نقطّع أصابعنا ندماً

بين قلب المالومة 

ووليدها في جبهات القتال 

وأعني العراق كلّه 

سورة يوسف 

وطفلٌ يلثغ

وشمس تموز.. ونذور.. ومراقد

وشموعٌ

دهدى 

بها الموج.. وقوس كمان ونواح

وحمام 

فعبر كل هذه السيطرات 

وباللّحظةِ التي تئزُّ بها الرصاصة في قلبه 

تكون المالومة أقرب إليه من حبل الوريد 

فتسمع النفسَ الأخيرَ لوليدها لاسعاً عبر ناي الأمومة 

ومن يدريك ما ناي الأمومة 

إنه ضلعها الذي رصّته لصق ضلعه ليقوى 

وطرَّزته بسواد قلبها كي تقرَّ 

وابيَّضتْ عيناها ثم ثقبَّه الرصاص 

فاستوى بين شفتيّ الريح وأصابعها 

وقال وداعاً سأبدأُ من جديد 

فمن الذي يصلُ الشهيدَ سوى الشهيد 

ومن ذا الذي يصلي ويموتُ من ظمأٍ الى وطن ويبعثُ من جديد 

وشبلشك يا بين بابن النايحة 

والقبور تلطم على صدور موتاها 

من يومها لم تترك الريح جذراً 

ولم تلتمس عذراً 

فاشتعل البلدُ حروباً تولّعت في فتّ قلوب الأمهات 

فلا أحد يموت حتف أنفهِ

ولم يعد عزرائيل يستلّها كما تستلُّ الشعرة من العجين 

فلقد جاؤوك بالقارعات فضاقت المقابر والبيوت بالعباءات السودْ

Top