لا للكيلِ بمِكيالَين .... !!

لؤي خزعل جبر 2019/12/14 08:23:50 م

لا للكيلِ بمِكيالَين .... !!

 لؤي خزعل جبر

الحقُّ واضِح، بسيط، مُباشِر، لا يحتاجُ إلى فذلَكات وتأويلات : القتلُ جريمَة، وتتضاعَف مع البراءةِ والعبثيَّة والتمثيليَّة !

ما تمَّ في الوثبَةِ جريمَة، لا تُقبَلُ، ولا تُبرَّر، وكُل مَن شهِدَ الواقِعَةُ مُدانٌ أخلاقياً، وكذلك كلُّ من يوافق عليها، ويُبررها . وهي في النهايَةِ سلوكٌ حَشدي، تاريخي، لا يُمكِن – إلى حدٍ ما – ضبطُهُ .

لكنَّ النَذالَة القصوى هي الكيلُ بمكيالين، فأن تسكُت عن قتلِ قرابَة (500) وإصابة (20,000) شاب بريء، نقي، سلمي، يطالِب بأبسِط حقوقِهِ، وعِن عمليات الاغتيال والخطف والتعذيب والتهديد لعشرات الناشطين الايجابيين، على مدى شهرين ونِصف، ولا تأخُذكُ الحميَّة لإدانَةِ ذلك، والمُطالَبة بالكشفِ عن القَتَلَة، وإيقافهم، وتجريمهم، والاقتصاص منهم، مع كونِه سلوكاً مُنظماً، قصدياً، مخططاً، مضبوطاً، تقومُ بِهِ السلطة الرسميَّة والجماعات المُسلَّحة المعروفَة، فأنتَ لستَ نزيه العقل والقلب !

إدانَةُ جريمة الوثبة حق، لكِنني لا أقبلها، بل أتقزز منها، عندما تصدُر عن أشخاصٍ غارِقين في الدِماءِ والفسادِ، أو أشخاصٍ ساكتينَ عن الجرائِم المماثِلَة والأبشَع، فذلك دليلٌ على " كلمة حقٍ يُراد بِها باطِل " ! محاوَلَةٌ يائِسة لتعميمِ ذلك الفِعل على حركَةٍ جماهيريَّة عظيمة، ذات مطالِب مُحقَّة، وعلى ملايين من الأشخاص الذين قدَّموا أسمى أمثِلَة التحضر والإنسانيَّة، وهُم أوَّل مِن أدانَ الجريمة ! محاولة يائِسَة للتشويه، وللتكريس وللدفع بذلك الاتجاه، لتتساوى الممارسات، ففضائليَّة ومدنيَّة التظاهرات تشكل تحدياً عميقاً للفاسِدين، ولذلك يحاولون بكل طاقتهِم كسر تلك الايجابيَّة باقتناصٍ ممارَسَةٍ سلبيَّة هُنا وهناك، والتطبيل لذلك، وتضخيمِهِ، لكن في النهايَة لا جريمةٌ ترقى إلى جرائِمِهِم، كمَّاً ونوعاً !

Top