حشود المتظاهرين  تزحف  صوب بغداد.. 8 محافظات تهتف ضد علاوي  في موعد تكليفه

حشود المتظاهرين تزحف صوب بغداد.. 8 محافظات تهتف ضد علاوي في موعد تكليفه

متابعة الاحتجاج

تظاهر آلاف في العاصمة بغداد بساحة التحرير والخلاني، التي استعاد المتظاهرون سيطرتهم عليها ليلة أمس الاول السبت بعد نحو ثلاثة أسابيع من هجوم لقوات الأمن أحرقت خلاله خيام المعتصمين وفضت تجمعاتهم فيها، 

بالتزامن مع استمرار اجتماعات القوى السياسية العراقية للتوصل إلى صيغة اتفاق حيال التصويت على حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي. فيما اغلقت القوات الامنية، الاحد، مداخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، تزامنا مع موعد انطلاق التظاهرات الحاشدة التي دعا لها ناشطون من أغلب المحافظات العراقية. 

وأفاد مراسلنا، بأن القوات الأمنية قامت بغلق مداخل المنطقة الخضراء وجسر السنك تحسباً من اقتحامها من قبل المتظاهرين، مما ادى إلى حصول اختناقات مرورية في شوارع بغداد.

وشارك متظاهرون من محافظات جنوبي ووسط العراق، وصلوا فجر امس الأحد إلى العاصمة بغداد، في التظاهرات، ونجحوا في الوصول إلى محيط مكتب رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، في منطقة العلاوي، كما تجمع متظاهرون آخرون قدموا من محافظة ذي قار في ساحة الوثبة ودمشق، قبل أن ينسحبوا باتجاه ساحة التحرير بشكل منظم ومتفق عليه. وكان الناشط في تظاهرات محافظة ذي قار، الصيدلاني علاء الركابي، قد حدد، مواقع التظاهرات، وفق المبادرة التي أطلقها في وقت سابق. وقال الركابي في رسالة وجهها إلى المتظاهرين، إن "تجمع المتظاهرين من محافظة ذي قار، صباح الأحد 1 آذار/مارس، في العلاوي قرب مكتب رئيس الوزراء، وفي ساحة دمشق لمتظاهري محافظة بابل وكربلاء والنجف، وساحة الفارس العربي لمتظاهري محافظة واسط وميسان، وفي ساحة قحطان لمتظاهري محافظة الديوانية المثنى".

وأضاف، أن "اختيار مواقع التظاهر، أخذ بعين الاعتبار الابتعاد عن القوات الأمنية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء تجنبًا لأي احتكاك ومنعًا لأي إصابات".

فيما تضمنت الرسالة دعوة ضمنية إلى أبناء العاصمة بغداد للانضمام، إلى متظاهري المحافظات في أي ساحة من الساحات المحددة.

وأكد الركابي أن "التظاهرة تبدأ الساعة الثامنة صباحًا وتنتهي الساعة الثالثة عصرًا، مشددًا على ضرورة "الالتزام بالسلمية وأقصى درجات ضبط النفس مهما قد يحصل من استفزاز من قبل أي جهة سواء في الطريق أو في مكان التظاهرة".

كما دعا الناشط، إلى التأكد من أن "الجميع يحمل هويته وتفتيش الجميع لضمان عدم وجود أي مندس قد يحمل سلاحًا ما، وتسجيل أسماء جميع الركاب في ورقة تخص كل باص".

ودعا أيضًا، إلى "الالتزام بالتواجد فقط ضمن الساحة المحددة لكل محافظة، بعد أن تم إبلاغ قيادة عمليات بغداد بها من أجل أن يقوموا بواجبهم الوطني بتأمين الحماية للمتظاهرين السلميين".

وقال الناشط في التظاهرة حارث الزبيدي، إن "تظاهرات اليوم مجرد رسالة أو عدة رسائل، منها قدرتنا على التنسيق بين المحافظات المنتفضة، وإمكانية تجميع أعداد كبيرة من المتظاهرين، فضلاً عن أن المطالب هي نفسها لكل المدن العراقية، سواء تلك المتعلقة برفض المحاصصة والطائفية والفساد ونهب المال العام، أو توفير عيش كريم لكل العراقيين وتحقيق دولة المواطنة لا دولة الطوائف".

وشدد الزبيدي على "سلمية التظاهرات"، وأن "هناك اتفاقاً عاماً بعدم الانجرار وراء محاولات الأجهزة الأمنية والجماعات المسلحة لوضعنا في منطقة العنف التي تريدها، لتكون حجة إضافية لها لمواصلة انتهاكاتها".

وردد المتظاهرون شعارات رافضة لتكليف علاوي، الذي يواجه ساعات حاسمة بشأن تمرير حكومته أو عدمه.

وتوافد مئات الطلاب الجامعيين في بغداد في مسيرات احتجاجية نحو ساحة التحرير، معبرين عن رفضهم علاوي والتدخل الإيراني في الشأن العراقي، واتجه المتظاهرون نحو ساحة التحرير مروراً بمبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

ساحات التظاهر في المحافظات الجنوبية هي الأخرى لم تخل من الاحتجاجات الرافضة لعلاوي، إذ خرج مئات المتظاهرين من أهالي محافظة واسط بتظاهرة بمركز المحافظة (مدينة الكوت)، معبرين عن إصرارهم على مواصلة التظاهر حتى تحقيق المطالب، وردد المتظاهرون هتافات "كوت وناصرية.. قافل على القضية.. خل تسمع أعدائي.. حقي أرجعة لية".

كذلك ردد المئات من أهالي الناصرية هتافات منددة بأحزاب السلطة، ومحاولاتها تمرير حكومة علاوي. 

وخلال تظاهرة حاشدة لهم في ساحة الحبوبي، أكد المتظاهرون "استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق المطالب المشروعة". وقطع المتظاهرون تقاطع البهو وسط مدينة الناصرية، وأحرقوا فيه الإطارات، على الرغم من محاولات الأمن منعهم.

وتزامنت التظاهرات الشعبية الواسعة، والتي دخلت اليوم شهرها السادس، مع موعد انعقاد جلسة البرلمان الاستثنائية، والتي يسعى رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي من خلالها إلى الحصول على نيل الثقة لحكومته، وسط شد وجذب سياسي ومحاولات علاوي إقناع الكتل الرافضة له، والحصول على دعمها، قبل أن تقرر رئاسة البرلمان تأجيلاً جديداً دون تحديد موعد.

في غضون ذلك، ما زال رئيس الوزراء المكلف وفريقه التفاوضي يواصلون مشاوراتهم مع قادة الكتل والقوى السياسية للتوصل إلى اتفاق.

Top