من واجه القنابل الدخانية هل ستخيفه كورونا؟؟

من واجه القنابل الدخانية هل ستخيفه كورونا؟؟

 ماس القيسي

جيل قاوم الرصاص والقنابل الدخانية منها والمسيلة للدموع وبنادق الصيد والأسلحة الباردة (السكاكين) وغيرها مما لم يكتشف بعد!، بصدور عارية ورؤوس مرفوعة، تحمّل مشاق البرد والامطار ومتاعب المبيت في خيم لا تشبه المنازل في أسلوب الحياة،

فهنا نجد من يستلقي على ارصفة الطرقات بعد نهار حافل بالمغامرات غير الشيقة بوجه شاحب وجبين متعرق واقدام متربة، وآخر يخرج من المفرزة الطبية معصوب العين وهو بالكاد يستطيع الرؤية فقد أصيبت الأخرى جراء اعتداء سافر من مجموعة تبيح لنفسها الانتقام من ثائر، وعلى حين غرة تفزع اثر صرخات فتية يحملون رفيقهم المدمى على امل إنقاذ ما تبقى من رأسه!، ما ان تلتفت حتى تلمح شابا يسعفه رفاقه لتجنب الاختناق من غاز قنابل الفلفل والخردل ومثيلاتها، هل يمكن لهؤلاء الابطال ان يصيبهم الذعر من المدعو كورونا؟!.

على مدار أربعة أشهر وها هي الثورة تنهي الشهر الخامس من عمرها، وكل يوم يظهر تحد جديد يواجه الثوار في ساحات الاعتصام العراقية، وكان اخرها هو انتشار فايروس كورونا الذي دخل الأراضي العراقية مؤخرا. عن مدى خطورة تفشي هذا المرض في الساحات وكونه خطرا قد يهدد صمودها، يقول ازهر كريم (ثائر ومعتصم): "انا كمتظاهر من تاريخ واحد تشرين محصن بصورة جيدة من كورونا السلطة المتفشية بالساحات والقامعة، فأصبحت لديّ الخبرة الكافية للوقاية من كورونا الفايروس فلا يخيفني هذا الشيء ابداً". "من لا يهاب الموت لن تخيفه كورونا"، هذا ما أكده متظاهر آخر ويضيف بخصوص اشاعة احتمال استهداف الساحة ونشر الفايروس فيها: "لا اعتقد بوجود استهداف مخطط له، ولكن قلة وعي ومهنية وحرص من قبل الحكومة العراقية تجاه شعبها، صاحب المنصب اول ما يفعله حين يقترب الخطر يهرب لبلد آخر، لا يكترث لنا".

في حين ينوه همام الهمام (ناشط اعلامي) لحالة الوعي المنتشرة في الساحات بقوله: "الحملات الواعية التي يقيمها المتظاهرون من اجل الوقاية جيدة؛ ومن واجه الرصاص الحي والقنابل الغازية الحربية لا اعتقد يخيفه شيء يمكن علاجه او الوقاية منه"، وعن ضعف الإجراءات الوقائية الحكومية يعقب: "امتناع الحكومة عن غلق الحدود والرحلات الجوية، هو لبث الرعب بين صفوف المحتجين، واضف الى ذلك عدم الاكتراث لحياة الانسان العراقي وعدم توفر المسؤولية من قبل السلطة في العراق، ثم ان علاوي وكابينته الوزارية نفسها زارت ايران لمقابلة المرشد الاعلى؛ فهذا التبادل السياسي والتجاري يشكل جزءا كبيرا من عدم غلق الحدود". بينما عبر سيف احمد ( متظاهر) عن موقف الحكومة السلبي من باب التعاطف وليس الاستهداف، قائلا: "امتناع الحكومة عن اتخاذ الإجراءات الوقائية ليس استهدافا للساحات لكن مراعاة وتعاطفا مع الدولة الإيرانية، وهذا يصب ضد مصلحة الشعب العراقي"، مشيرا الى ان استهداف ساحات الاعتصام ليس من مصلحة السلطة بقوله: "في حال تم استهداف الساحات بنشر هذا الوباء لن تسلم حتى الحكومة منه"، وعن مدى تخوف الثوار من الإصابة بالفايروس يقول: "كل منا عليه وقاية نفسه، لكن كل شيء بيد الله (قل لن يصيبكم الا ما كتب الله لكم) صدق الله العظيم، لم يخفنا الرصاص الحي والقنابل والاغتيالات والخطف والتعذيب والاضطهاد والقمع والاشاعات، هل يعقل ان تخيفنا كورونا، علاجها معقم الايدي! والله الحافظ".

كما أعرب عن موقفه إزاء ما سبق عامر السعيدي (متظاهر) بقوله: "لست مهتما ابدا لكورونا حقيقة حتى أني لا ارتدي الكمامة، اما التواطؤ من قبل الحكومة فسببه منافع شخصية وحزبية من الكمارك والمطارات، وكذلك اهمال معتاد لصحة ابناء الشعب العراقي، اغلبهم لا ينتمون للعراق ولا يكترثون لشعبه".

Top