آلاف المتظاهرين يتحدون المطر وفيروس كورونا وعنف القوات الأمنية

آلاف المتظاهرين يتحدون المطر وفيروس كورونا وعنف القوات الأمنية

 متابعة الاحتجاج

شهدت ساحات وميادين جنوبي ووسط العراق فضلاعن العاصمة بغداد، امس الثلاثاء، تظاهرات حاشدة شاركت فيها أعداد كبيرة من العراقيين بينهم طلاب جامعات ومدارس، واتحادات ونقابات عمالية مختلفة،

استجابة لدعوات أطلقها ناشطون، منذ أيام. وتزامنت التظاهرات مع تحذيرات لوزارة الصحة بمنع التجمعات ضمن حزمة إجراءات لمواجهة مخاطر انتشار فيروس كورونا في البلاد، والتي بلغت خمس حالات حتى الآن، وشهدت مواجهات بين قوات الأمن العراقية والمتظاهرين في بغداد، بالقرب من نفق السعدون وساحة الخلاني وسط العاصمة.

وشهدت ساحات التحرير في بغداد والحبوبي في ذي قار والتربية في كربلاء والبحرية في البصرة والساعة في الديوانية والصدرين في النجف، وميادين أخرى في المثنى وبابل وميسان والعمارة وبلدات ومدن أخرى جنوبي البلاد ووسطها، تظاهرات بدت متشابهة من حيث الشعارات التي رفعت ضد تكليف محمد علاوي لتشكيل الحكومة، واستمرار المماطلة في تنفيذ وعود الإصلاح، والمطالبة بوقف المحاصصة الطائفية والحزبية في إدارة الدولة العراقية، كذلك القمع وعمليات الخطف والاعتقال التي تطاول الناشطين العراقيين في التظاهرات.

وعمت هتافات وشعارات عدة في تلك الساحات مثل "فسادكم أخطر من كورونا"، و"طائفيتكم أخطر من كل فيروسات الأرض"، فضلاً عن هتافات مثل "نموت عشرة نموت مية آني قافل على القضية"، و"بس هذا الوطن مقدس"، و"هذه التظاهرات الوطنية ليست حزبية حتى نوقفها"، رداً على إلغاء زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مظاهرات لاتباعه، كان قد أعلن عنها ضمن وسائل الضغط لتمرير حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي.

وقال الناشط أحمد نايف الطائي، إن "التظاهرات اليوم (الثلاثاء)، ورغم سوء الأحوال الجوية، وتحذيرات وزارة الصحة، فاقت التوقعات من حيث عدد المشاركين فيها"، مبيناً أن ذلك "تأكيد على استمرارية روح الانتفاضة العراقية وإصرارها على تحقيق ما خرج العراقيون لأجله". وشوهد قسم كبير من المتظاهرين وهم يرتدون كمامات وقفازات خلال مشاركتهم في التظاهرات. وقال المتظاهر في الناصرية، مركز محافظة ذي قار، حسن جاسم العتبي، إن "التظاهرات هي آخر ما تبقى لدى العراقيين من أسلحة للتغيير"، مبيناً أن محاولات القمع أو حرفها عن سلميتها لم تنجح في ايقافها ونأمل أن تبقى كذلك.

وأوضح أن صناديق الانتخابات المبكرة ستكون امتداداً للتظاهرات من حيث نوعية من سيصوت له العراقيون.

واستبقت القوات الأمنية العراقية خروج التظاهرات بإجراءات مشددة قرب ساحات التظاهر، والطرق المؤدية إليها، وقطعت عدداً من الطرق.

ولم يقتصر الانتشار الأمني على العاصمة بغداد فحسب، بل شمل المحافظات المنتفضة في جنوبي البلاد أيضاً، وفقا لناشطين أكدوا أن "قطع الطرق ومحاولات التضيق على وصول المتظاهرين إلى الساحات مستمرة منذ ساعات الفجر الأولى".

وخرج المئات من أهالي الديوانية بتظاهرات كبيرة في مدينة الديوانية (مركز المحافظة) مرددين شعارات وهتافات أكدوا فيها استمرارهم بالتظاهر، وعدم التراجع عن المطالب.

كما وصل مئات المتظاهرين في محافظة بابل الى ساحة التظاهر وسط مدينة الحلة (مركز المحافظة)، وبدأوا باحتجاجات عبروا فيها عن غضبهم من محاولات الأحزاب قمع التظاهرات، لتمرير حكومة غير مستقلة، مؤكدين أن الشعب لن يقبل بأجندات الأحزاب، وسيستمر بالتظاهر حتى تحقيق المطالب. وما زال المئات يتوجهون (حتى كتابة هذه التغطية) نحو ساحات التظاهر، في محافظات كربلاء والنجف والمثنى وميسان، وسط توقعات بأن تكون تظاهرات واسعة جدا.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يستمر ناشطون بالتحشيد للتظاهرات، وقالت الناشطة رغد غالب في تغريدة لها، "تأكدوا إنها المعركة الأخيرة، ولا بد لنا أن ننتصر".

وقالت طيبة في تغريدتها "تحضروا واطلعوا خلي نشوف أعدادكم الحلوة، اليوم ترجع ثورتنا بقوتها، كثروا تصوير خلي نشوف جمالكم، ها ولا تنسون تلبسون كمامات، وأخذوا تعقيم وياكم وانتبهوا لنفسكم حُب كبير لكم #راجعين_25". وقالت أزل السياب بتغريدتها، "بدت والله بدت ثورة #راجعيلكم_بمليونية من الليلة بدت #راجعين_25". وتأتي التظاهرة المليونية قبيل جلسة منح الثقة لحكومة علاوي والتي من المفترض أن تعقد غدا الخميس، بعدما تم تأجيلها مرتين. 

من جهة اخرى أفاد مصدر طبي بمقتل متظاهر وإصابة آخرين، إثر رميهم بالقنابل المسيلة الدخانية واسلحة الصيد في ساحة التحرير امس الثلاثاء. 

وقال المصدر، إن "متظاهرا قتل بسبب اطلاق الغازات المسيلة للدموع والصجم من بنادق الصيد صوب المتظاهرين بغية تفريقهم في ساحة التحرير".

وتابع، أن "20 متظاهراً اصيبوا بجروح متفاوتة منذ ظهر اليوم اثر الغازات المسيلة للدموع واسلحة الصيد التي تستخدم لقمع التظاهرات في الساحة، بعد ان اكتظت بالمتظاهرين تنفيذاً لدعوة التظاهرات المليونية التي دعا لها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

Top