الاحتجاج وهي تدخل عددها الـ 100.. كاميرا محمود رؤوف تهتف وتبحث مع المنتفضين عن وطن

Tuesday 11th of February 2020 07:59:53 PM ,
العدد : 100
الصفحة : قصصهم ,

مصور المدى والاحتجاج محمود رؤوف مغامر من طراز خاص ، يوم اختار مهنة المحارب للدفاع عن السلطة الرابعة ، حمل الكاميرا ثم مضى في مسار البحث عن الحقيقة .

 رحلة المغامرة في سنوات الاحتقان الطائفي ،حملته أعباء ثقيلة قربته من الانضمام إلى صفوف الضحايا لحرصه على تزويد جريدته المدى بصور خاصة ، تنقل للقارئ رائحة بارود انفجار المفخخات ، وتعكس في الوقت ذاته بذاءات المراهنين على القتل.

الصحافة الورقية في العراق حتى وقت قريب لم تكن تهتم بالصورة إلا باستثناءات نادرة ، محمود رؤوف تمرّد على السائد المألوف ، جعل إدارة جريدته ، تنتظر حصاده اليومي ليتصدر الصفحة الأولى. في حديث لإذاعة خارجية قال رؤوف إن " العمل الصحفي لا يقتصر على الكاتب أو المراسل ، المصور له حساب آخر، حين تتفهم إدارة الجريدة طبيعة عمله وتتخلى عن فكرة التوثيق ، الصورة أبلغ من الكلام ، أحياناً تختزل الحدث بما تحمله من تأثير يجعل القارئ يستغني عن قراءة الخبر والتقرير بل وحتى الافتتاحية" .يمضي المصور في حديثه ، مستعرضاً منجزه طيلة سنوات عمله في جريدة المدى" انظر الى الحدث من زاوية أخرى ، اقتنص الظواهر بكاميرتي ثم انقلها إلى القارئ ، أرغب في أن استوقفه في لحظة عابرة احفز مجساته على التفاعل مع المشهد لأنه لم يتكرر" 

موهبة المصور محمود رؤوف أهلته للعمل في وكالات أجنبية ، إحدى صوره دخلت في موسوعة غينتس . عاشق الفوتوغراف العارف الرائي بحسه قبل عدسته لم تستوقفه الشهرة الدولية ، فضل العمل في جريدته مكتفياً بحريته في أداء عمله من دون توصيات أو وصاية .

مشروع المصور رؤوف أوجزه بالحديث الإذاعي " الفوتوغراف تحرر من إطار مهمة التوثيق، أصبح فناً قائماً بذاته ، يحمل خطابا واضحا غير قابل للتفسير أو التأويل، إنه الحدث بكل أبعاده والظاهرة باكتشاف معناها الحقيقي باختصار احرص على تصوير البعد الرابع " 

- ماذا تعني بالبعد الرابع يا محمود؟ 

أعني صوت الصورة ، روحها قلبها النابض القادر على تحفيز مجسات المتلقي ليتفاعل مع الصورة ، بوصفها كائناً حياً ،وليس حالة توثيق حدث عابر ، مصيره النسيان.

مصور البعد الرابع "على حد قول رؤوف ، اتخذ من ساحة التحرير ميداناً لعمله اليومي ،وسطا مناسبا لتحقيق مشروعه الفني عبر ملحق الاحتجاج. صوره المنشورة ،وبعضها المحفوظ في أرشيفه الشخصي ، تركز على شعار "نريد وطن" بجعل الشباب المنتفضين بإعدادهم الكبيرة داخل إطار الصورة لترسيخ فكرة القيادة الجماعية للثورة. أما الصور الأخرى فتتناول حالات إنسانية ، تتجسد بوجوه التقطتها الكاميرا بعين محترف يجيد اقتناص صور فوتوغرافية مصحوبة بالصوت، وهنا تكمن موهبة محمود رؤوف.

ملحق الاحتجاج بوصوله إلى العدد مئة ، يحرص على أن يكون منصة للمتظاهرين وصوت انتفاضتهم . انطلاقاً من حاجة الشباب إلى منبر حر يعبر عن طموحاتهم وآمالهم في استعادة الوطن من مغتصبيه ، منبر يسعى الى تعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، منبر يفضح المتمسكين بالسلطة المتورطين بقتل مئات المتظاهرين . ملحق الاحتجاج ليس منشوراً سرياً محدود التداول ، إنه صوت الشباب قادة الثورة صانعو المستقبل.

 بقلم قارئ