بالمكشوف: نيران مطبخ السفارة

Tuesday 28th of January 2020 08:21:53 PM ,
العدد : 86
الصفحة : المقالات , علاء حسن

 علاء حسن

قصف مطبخ السفارة الأميركية بصاروخ كاتيوشا ، أجج النيران وسوف يمتد لهيبها الى مديات أخرى . وزير الخارجية مايك بومبيو ابلغ رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي ،بأن واشنطن تمتلك عدة خيارات للدفاع عن مصالحها ، وحمل الحكومة العراقية مسؤولية منع تكرار حوادث مماثلة .

بيان الخارجية الأميركية وردت فيه فقرات تجاهلها المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء ومنها " عبر وزير الخارجية عن غضبه الشديد للهجمات المستمرة التي تشنها الجماعات المسلحة الإيرانية على المنشآت الأميركية في العراق، بما في ذلك الهجمات الصاروخية التي وقعت على سفارتنا، والتي أسفرت عن إصابة واحدة"، وشدد البيان على أن هذه الهجمات "تُظهر تجاهلًاً متعمداً للسيادة العراقية وفشلاً في كبح جماح هذه الجماعات المسلحة الخطيرة" وأضاف البيان" أننا نعتبر الهجوم على السفارة محاولة لصرف الانتباه العراقي والدولي عن القمع الوحشي للمتظاهرين العراقيين المسالمين من قبل إيران وعملائها" 

الولايات المتحدة منذ اندلاع انتفاضة تشرين ، اكتفت بتصريحات خجولة تجاه حركة الاحتجاج الشعبية ، فهي ترى الأوضاع في العراق جزءاً من الفوضى الخلاقة ، لكنها هذه المرة حينما ارتفعت نيران مطبخ السفارة أشارت إلى القمع الوحشي للمتظاهرين في بيان وزارة الخارجية ، تمهيداً لشن هجمات تطاول المتورطين بإطلاق صواريخ الكاتيوشا .

الثأر الأميركي لمطبخ السفارة ربما سيكون بشن سلسلة هجمات تستهدف مكاتب فصائل مسلحة منتشرة في بغداد ،مع اعتقال شخصيات ليس من المستبعد أن يكون بتنسيق مع جهات رسمية عراقية ، ترغب في التخلص من زعماء فصائل مسلحة، يعملون خارج إطار القوات المسلحة ،وكانوا سبباً في جعل رئيس حكومة التصريف ،يعاني الأرق المزمن نتيجة تراجع العلاقة بين بغداد وواشنطن ، في وقت تجاهل فيه عبد المهدي قتل الشباب في ساحات التظاهر المطالبين باستعادة وطنهم .

نيران مطبخ السفارة الأميركية ،ستجعل زعماء سياسيين يفضلون الإقامة في الأقبية تحت الأرض ، سيطلون عبر شاشات فضائياتهم لإلقاء خطب مسجلة للحديث عن التمسك بمحور المقاومة لطرد المحتل باستهداف السفارة بصاروخ كاتيوشا آخر ، ربما يسقط على مقر رئيس حكومة التصريف ويحرق فروته السوداء