موقع بريطاني: محتجو الناصرية يحملون شعلة أمل في زمن الظلمة

Tuesday 28th of January 2020 08:18:35 PM ,
العدد : 86
الصفحة : الصحافة الدولية ,

 ترجمة: حامد احمد

قوة متظاهري الناصرية أصبحت مثالاً يحتذى به بالنسبة لأقرانهم في بغداد وساحات الاحتجاج الأخرى جنوبي العراق .

لا يبدو بأنه كان هناك تنافساً في تبوئ الناصرية قيادة احتجاجات عامة ضد الحكومة بدأت في تشرين الاول الماضي . الدماء التي سالت من المتظاهرين لم تعزلها عن بقية الساحات رغم وقوع بعض أعنف المجازر هناك .

حسين عادل ، ناشط عراقي من الناصرية ، يقول لموقع آراب ويكلي AW البريطاني " لولا حماسة متظاهري الناصرية ومهلة السبعة أيام التي اعطوها لحكومة بغداد باختيار رئيس وزراء يحظى بمقبولية الشعب والتي انتهت في 20 كانون الثاني وتحذيرهم من مغبة التغاضي عنها وتجاهلها لأصاب الانتفاضة شيء من البرود . زخم الاحتجاج أصبح أكثر قوة عندما انتفضت الناصرية ."

أفلام التقطت من أجهزة موبايل وعرضت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أدلة على قيام قوات حكومية بممارسة عنف مفرط من رصاص حي وقنابل مسيلة للدموع في قمع متظاهرين عُزّل كانوا يقطعون شوارع للاحتجاج .

راز سالاي ، الباحث بالشأن العراقي في منظمة العفو الدولية ، قال " حق المحتجين السلميين بالتظاهر وغلق طرق عامة تدعمه منظمات حقوق انسان دولية التي ترى في استخدام مواقع مدنية كمكان للاحتجاج شيء مشروع ."

وقال الناشط عادل " الزخم الذي أعطته مدينة الناصرية للاحتجاجات جعلتها تحظى بلقب ، عاصمة ثورة العراق ، حيث توحدت طبقات المجتمع كافة من طلاب وعمال وحرفيين وأطباء ومهندسين ومفكرين وعوائل في مد زخم قوة التظاهر ."

الصورة التي أعطتها مدينة الناصرية لهذه الوحدة المجتمعية في التعبير عن الاحتجاج أصبح أمراً محفزاً لبقية المحافظات لاسيما بغداد وساحتها المركزية للتظاهر في ساحة التحرير.

ومضى الناشط بقوله " وجود طبقة وسطى أعلى في الناصرية قد يكون سبباً في تولي شباب المدينة زخم الاحتجاج الذي سئم من غياب تطور وتنمية في مدينتهم مقارنة ببقية العالم .

وسائل التواصل الاجتماعي فتحت شباب الناصرية الى فهم أوسع لمبدأ المواطنة والحق بالتطور وازدهار مدينتهم وكذلك بقية مدن العراق ككل .

العصيان المدني هو حق مشروع للتظاهر تدعمه مجاميع حقوق الانسان . ولكن رئيس وزراء تسيير الأعمال عادل عبد المهدي وصف حراك الاحتجاجات على أنها مناورات غير عقلانية لا تحمل علاقة بالاحتجاجات السلمية ، في محاولة منه لتبرير القمع الحكومي الممارس ضد المحتجين .

وقال المحتجون إن الخيار الوحيد الذي بقي لهم هو التصعيد لفشل الحكومة في أخذ مطالبهم بشكل جدي . الهدوء الذي أصاب حركة الاحتجاج بعد مقتل سليماني والتبعات التي اعقبتها ، قد أعادت الناصرية لها زخمها وقوتها بقياده شبابها المنتفض . إنها مدينة تحمل شعلة أمل لبقية مناطق البلد وسط أيام الظلمة .

 عن موقع أراب ويكلي الإخباري