ماذا ستفعل بعد الثورة؟! من برامج رابطة شباب أكتوبر

Wednesday 15th of January 2020 07:50:23 PM ,
العدد : 73
الصفحة : تغطية خاصة ,

 ماس القيسي

بوسترات توعوية هادفة تجدها معلقة هنا وهناك بين خيم نفق التحرير وعلى جدرانه، ولافتات يحملها شباب وفتيات تنتشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، منها تحمل عبارات مثل، ("بعد ان تنتهي المظاهرات، لن ارمي الاوساخ في الشارع") و("لن اخالف الإشارات المرورية") وأخرى تقول ("ابتعد عن الطريق فهناك سائق تكتك يسعف جريحا، سيمر من هنا") وغيرها من أفكار تصبو الى بناء جيل واعي مسؤول عن سلوكياته وطريقة تعاطيه مع وطن يحلم أبناؤه بتغيير مساره نحو مستقبل سليم معافى.

حملات تنمية فكرية تستثمر طاقات وجهود الشباب المتواجد في ساحة التحرير ومن يمر من هناك، تنظمها رابطة شباب اكتوبر في سبيل توظيفها بشكل إيجابي يصب في مصلحة الوطن الذي يراد له ان يبنى على أسس صحية سليمة وبهذا الصدد يقول مازن (منسق وعضو في الرابطة): "أسست رابطتنا من اجل نشر الوعي الحضاري بين المتظاهرين وإرساء سلمية ثورتنا بانها على قدر من المسؤولية". حملات توعوية ومهرجانات ثقافية تنظمها الرابطة باستمرار وبهذا يقول مازن: "نقدم محاضرات للتوعية بمطالبنا المشروعة ونشر المعرفة بكل متطلباتنا وماهية الأهداف التي نصبو لتحقيقها من خلال حراكنا، بالإضافة الى حملات تخص البيئة من خلال نشر ثقافة التشجير التي طبقت في شاطئ دجلة بين جسري السنك والجمهورية" ما يؤكد على عكس الصورة الإيجابية لثورتهم. ("ماذا ستفعل بعد الثورة!")،برنامج أساسي اطلقته رابطة شباب اكتوبر بمجهود أعضائها والمنتمين اليها وبهذا يقول مازن: "اطلقنا هذا البرنامج بهدف تصحيح السلبيات المنتشرة في المجتمع العراقي، من اجل بناء جيل واعي نعول عليه في بناء مستقبل وطننا، فلا يمكن لنا نحن المثقفون ان نسير مع القافلة التي أسهمت في خراب البلد، بل يتوجب علينا ان نمثل صوت الطبقة النخبوية رغم تعرضنا للاضطهاد في شتى سبل الحياة الصحية والتعليمية والتوظيفية" مؤكدا على ان الثورة إصلاحية بخلاف ما تحاول بعض الابواق نشره من زيف وكذب لتشويه صورتها. ويعقب: "نحن أبناء حضارة سومر وبابل نريد ان نواصل المسير واحياء ذاك الإرث العظيم من خلال تطبيقه على ارض الواقع، بعيدا عن كل انتماء آخر لا خير فيه لمصلحة العراق".

وعن الانشطة والخدمات التي تقدمها رابطة شباب أكتوبر تقول احدى أعضاء الرابطة صبا احمد (مسعفة وناشطة): "رابطتنا كانت في بادئ الامر عبارة عن مجموعة من الشباب والبنات من الطلاب والخريجين من مختلف الاعمار، اجتمعوا في سبيل تقديم المساعدات للمتظاهرين فقاموا بتأسيس خيم تقدم خدمة الطبخ والتنظيف وأخرى تختص بالطبابة والاسعافات الأولية، بالإضافة الى النشاطات الثقافية مثل مكتبة للقراءة وغيرها"، مشيرة الى ان نشاطات الرابطة ذات تمويل ذاتي بقولها: "تكاليف ومستحقات الدعم المادي لنشاطاتنا من حسابنا الشخصي ولا نعتمد كثيرا على التبرعات".

تهديدات تطال أعضاء الرابطة للحد من نشاطهم في سبيل إيقاف وكسر كل مظاهر الحضارة المرتبطة بالثورة لزعزعتها وحرفها عن مسارها، وبهذا تضيف صبا قائلة: "يمر من خيمنا اشخاص يخاطبونا بلغة التحذير بالأخص نحن الفتيات، ومنهم من يهددنا بشكل علني عبر اتصال او رسالة من رقم مجهول يقول باللهجة العراقية ("انتبهي لنفسج، لو ختلتي جوة الكاع نطلعج!")، شاب أيضا من رفاقنا تعرض لأربع محاولات قتل نجا منها"، مؤكدة على ان علميات مراقبة وملاحقة تتم من خلال اشخاص مدسوسين لمعرفة تحركاتهم ونصب الكمائن لهم، منهم (ضباط) يرتدون الزي المدني يتواجدون للتقصي عن ما يدور في التحرير، وتعقب بهذا الشأن قائلة: "اغلب من يعتقلوهم يتعرضون للتعذيب والتصوير بمشاهد مخلة للآداب العامة واجبارهم على التعهد بالانسحاب من ساحة التحرير، بالإضافة الى تهديد عوائلهم". مشيرة الى ان بعضهم يتراجع والبعض الآخر يصر على البقاء ومواصلة التظاهر.

يعمل أعضاء الرابطة على ترسيخ مبدأ المواطنة العراقية من خلال جهود الشباب المنضم اليها وتضيف صبا بهذا الشأن قائلة: "ينضم الينا الشباب بشكل دائم، ونأمل من كل من لديه حس وطني ان يشاركنا باي جهد"، وتؤكد ان الرابطة لها دور توعوي سياسي فيما يخص مطالب المتظاهرين بقولها: "تقام اجتماعات من قبل منظمي الرابطة تطلعنا على اهداف الثورة وماهي المطالب الني نبغي تحقيقها، كلنا متفقون على رأي واحد هنا في التحرير بان لا عودة الا بعد اختيار رئيس حكومة انتقالية مستقل يمثل صوتنا ويحقق مطالبنا". 

لا تختلف اهداف رابطة شباب اكتوبر عن مثيلاتها في ساحات الاعتصام المنتشرة في محافظات العراق المنتفضة قاطبة، فهي تهدف الى التغيير الجذري لهيكلة المؤسسات الحاكمة، بهذا ختمت صبا حديثا قائلة: "نحن من الأساس كان هدفنا تغيير الأخطاء التي حصلت في الماضي وما زالت، نريد وطنا آمنا مستقرا كباقي الأوطان، ونرجو من الجميع تجنب أي تصرفات طائشة قد تذهب بمجهودنا الى مهب الريح". مشددة على ضرورة الانضمام إليهم في حراكهم ودعمهم، لان التراجع والخذلان سيؤدي بهم جميعا الى التهلكة وحسب وصفها ("سنباد او نختفي جميعا!").