المستشفيات الطبية الميدانية والتطوّعية تدعم ثوار الانتفاضة

Sunday 22nd of December 2019 08:43:40 PM ,
العدد : 50
الصفحة : تغطية خاصة ,

 ماس القيسي

انتفاضة تشرين وما يعتريها من أحداث ومناورات صد ورد بين المتظاهرين السلميين وقوات مكافحة الشغب، تسبب حالات إصابات منها طفيف قابل للإسعاف الفوري في قلب الحدث ومنها ما هو خطير يستوجب تدخلاً جراحياً، مسؤولية تقع على عاتق كل مستشفى أو مفرزة طبية لها مقرها المتمركز في ساحات الاحتجاج.

مناشدة طبية من قبل موظفي دائرة الصحة فرع الرصافة التي احتلت مقر في مقدمة شارع الرشيد قرب التحرير، بموجب كتاب رسمي صادر عن وزارة الصحة ينص على ضرورة التواجد للقيام بما يلزم من تقديم إسعافات طبية لجرحى التظاهرات والشغب على حد سواء، وبهذا الشأن يقول سيد عباس مسؤول المفارز الطبية في الدائرة :" جاءنا كتاب رسمي بتاريخ 4 تشرين الثاني بتنفيذ أمر مباشر من قبل دكتور عبد الغني مدير صحة الرصافة بوجوب الالتزام بممارسة عملنا هنا في المقر لخدمة المتظاهرين، من خلال فريق طبي مختص يقدم الإسعافات الأولية الصحيحة ويحول الحالات الحرجة للمستشفيات، كل حالة تحول مباشرة للمستشفى المعني بها حسب الاختصاص، مثلاً نقوم بتحويل الجريح المصاب برأسه الى مستشفى الجملة العصبية، ومن أصيب بكسر الى الواسطي، والإصابات القلبية لابن النفيس.. الخ" مشيراً الى أن هناك أخطاء تقع من قبل بعض المفارز التطوعية بسبب وجود بعض المسعفين غير المختصين.

وفيما يخص الاحتراز الأمني وحماية الجريح المصاب من المتظاهرين السلميين في حال تم إسعافه الى المستشفيات يقول سيد عباس:" نحن نرسل مسعفاً خاصاً من كادرنا الطبي لينقل المصاب في سيارة إسعاف الى المستشفى المعني وهذه مسؤوليتنا، وحين أشعر بأن المصاب قلق من احتمال تعرضه لعملية اختطاف او اعتقال داخل المستشفى، اقوم بنقله بنفسي في سبيل انقاذ حياته". منوها الى ان مسؤوليتهم تتوقف عند حدود المستشفيات. ويضيف مؤكداً على مهنية كوادر المستشفيات الحكومية حسب قوله:" لدينا تعليمات من قبل الدكتور كريم بهاء مسؤول عمليات الرصافة بوجوب الالتزام بعمليات الإسعاف ونقل الحالات الحرجة، نحن نعمل على التناوب، كل يوم يأتينا بمعدل طبيبين للإشراف على الاسعافات من قبل مستشفى الشيخ زايد".

أخطاء قد تؤدي الى تهديد حياة المصاب قد تقع نتيجة الجهل الطبي أو وجود أفراد متطوعين من غير المختصين وبهذا الصدد يقول سيد عباس مستأنفاً حديثه:" تصلنا حالات معرضة لإصابات خطيرة لم يتم إسعافهم بالشكل المطلوب المناسب وبهذا نحن نناشد المفارز بتتبع هذا الأمر ونشر الوعي بأن لا يعمل المسعف بأكثر من عمله المطلوب منه، لأن ذلك قد يودي بحياة المصاب". مؤكداً على أن تواجدهم لخدمة الثوار وقوات مكافحة الشغب وإنهم يستهدفون الوطن ولا غاية غيره على حد قوله، ويختتم برسالة يوجهها للمتظاهرين يقول فيها:" نرجو من كل متظاهر غير مختص بالمجال الطبي أن لا يرتدي الزي الطبي (الصدرية) كي لا يرتكب أي خطأ يسيء لإخوته المتظاهرين وللكوادر الطبية على حد سواء.

في حين أكد عادل الزيدي المسؤول عن مقر مستشفى التحرير الذي يعمل بموجب موافقة رسمية والتي تقع بجوار مفرزة دائرة الرصافة في شارع الرشيد، على أن المتطوعين من بداية الثورة هم في أغلبهم اختصاصيين من أطباء وصيادلة أو ممارسين لعمليات الاسعافات الأولية وبهذا الخصوص يقول:" كانت مهمتنا منذ البداية هي تقليل زخم نقل الحالات الخطيرة من الإصابات على المستشفيات من خلال إقامة مقر طبي تطوعي بموافقة دائرة صحة الرصافة تجمع المتطوعين وتقوم بتلبية حالات الإسعاف للمتظاهرين، فقمنا بتهيئة هذا البناء بعد الاستئذان من مالكه، الذي كان في بادئ الأمر مهجور وممتلئ بالنفايات، فبدأنا بتنظيفه وتأسيسه ليشمل صيدلية ومذخراً وصالة ردهة اسعافات"، وعن مدى وجود تعاون بين مستشفى التحرير والمفارز الطبية المتواجدة في التحرير وما حولها يقول:" باعتبارنا نستقبل التبرعات من جهات مختلفة، نقوم بتوزيع المواد والأدوات الطبية الإسعافية اللازمة على المفارز" وفيما يخص عمل المسعف والواجبات التي تقع على عاتقه يضيف:" المسعف عمله محدود وهو ليس بالضرورة طبيب أو مختص، وإنما يكفي أن يكون ممارس لها، إذ لدينا جوالة مستشفى التحرير وهم مسعفون فقط، قد دربناهم على الإسعافات الاولية البسيطة كإيقاف النزف أو إنقاذ حالة من الاختناق ليس إلا، هنا يتوقف دوره وأي حالة خارج هذا السياق يتم نقلها لنا". أما عن دور المتطوع داخل مقر مستشفى التحرير يعقب الزيدي قائلاً:" بينما المتطوع الذي يعمل هنا داخل المستشفى هو حصراً مختص بالمجال الطبي سواء كان طبيباً أو صيدلانياً أو ممرضاً، ومنهم طلاب في المرحلة الأخيرة التطبيقية و يكون ملماً بالاختصاص". مؤكداً على إشرافهم المباشر على عمل المفارز، وعدم مد أي مفرزة بأي مستلزمات طبية مالم يتواجد بها كادر طبي مختص.

مقر مستشفى التحرير يعد بمثابة ردهة طوارئ متقدمة توزع الحالات الخطيرة بطريقة منظمة وليست عشوائية، مما قلل الزخم على المستشفيات من 85 الى 80% ويختتم حديثه بالتعريب على نشر الوعي بين المتظاهرين والمتطوعين بقوله:" الامور على ما يرام ونشر الوعي يزداد بجهود كل الشباب الواعي المتحضر" ويؤكد أن المسعفين بحالة تعرض دائم للاستهداف من قبل القوات ومن يقف ضد الثورة المشروعة، إذ يقول:" كنا نتصور أن الزي الطبي (اللابكود) هو درع يحمينا من التعرض لأي خطورة، ولكن ما حصل هو العكس تماماً في الواقع". مشيراً الى أن المصابين لا يتعرضون لأي تهديد داخل المستشفيات لوجود أطباء شرفاء اقسموا على أن إنقاذ حياة الإنسان مهما كان.