حطموا هذا الجدار المشبوه!

Sunday 15th of December 2019 07:47:10 PM ,
العدد : 43
الصفحة : المقالات , علي بداي

 علي بداي

من فضائل الانتفاضة أنها بدأت ( عملياً) هدم الجدار المشبوه الذي يقسم العراقيين الى عراقيي داخل وخارج ورسمت بدلاً منه فاصلاً جديداً يفصل بين مجموعتين هما: عراقيون في الداخل والخارج يفكرون بوطن حر متقدم للجميع، وعراقيون في الداخل والخارج يفكرون بوطن لهم فقط ولايهم أن يكون حراً أم لا ..

الحقائق الصغيرة التالية التي عشتها تؤكد ماذهبت إليه، وقسم منها يدعو من لم يفهم الأمر الى فهمه!:

1. من مكان صغير واحد في أوروبا جمع خلال أسبوع 25 ألف دولار تبرعات ارسلت لدعم المنتفضين، وهذا المبلغ وغيره ذكره عبد الكريم خلف الصحاف بإعتباره " مساعدات من بلدان أجنبية!!!" ..وربما سيقولون سعودية أو إسرائيلية!

2. خلال شهر تشرين الثاني سلمت مجموعة واحدة من عراقيي الخارج أكثر من 50 وثيقة وفيلماً لمنظمات المحاكم الدولية ومكاتب الامم المتحدة والبرلمان الأوروبي ومؤسسات صحفية وإعلامية مهمة.. كلها لصالح الانتفاضة..وأقولها بفخر إن النتائج كانت مباشرة

3. سأل أحد موظفي مكتب عالمي أعضاء الوفد الذين سلموه الوثائق: هل تعيشون في العراق؟ وعندما أجاب إثنان منهما أنهما لم يريا العراق أصلاً..تراجع الرجل وإنحنى إعجاباً مرتين!

4. ثلاثة أرباع وطنيي الخارج لامصلحة مباشرة لهم في العراق فهم مستقرون ببلدان مستقرة متطورة، لهم بيوتهم، ووظائفهم وأولادهم يدرسون بأفضل الجامعات ، لكن مصير العراق يهمهم أكثر من كل ماذكرت!

5. قسم كبير من وطنيي الخارج دفعوا ضريبة وطنيتهم في شبابهم سجناً وتعذيباً وتشريداً في وقت كان فيه الكثيرون مشغولين برنين الذهب ألأو يغنون مرحباً يامعارك المصير! وعندما غادر هؤلاء الوطن مجبرين،عاشوا سنيناً عجافاً على الكفاف في سوريا واليمن ولبنان بلا وثائق ولا إعتراف!

شعبنا مجموعتان: مجموعة سليمة حيوية إنسانية وأخرى ( اتمنى أن تكون أقلية) متعفنة لاتفكر إلا بنفسها وبمن أنعم عليها

دعونا نوسع الأولى ونقويها..أينما كانت..بلا جغرافيا ..ذلك ما يمنح الانتفاضة قوة ومناعة إضافيين