متظاهرو النجف: باقون على احتجاجنا ومنتصرون وإنكم و كورونا ذاهبون

Sunday 15th of March 2020 08:53:09 PM ,
العدد : 125
الصفحة : حدث ,

متابعة الاحتجاج

أصدر متظاهرو محافظة النجف ، بياناً بشأن مجمل تطورات الأوضاع السياسية، وما يجري من محاولات لاحتكار السلطة ، وعجز الحكومة عن مواجهة فايروس " كورونا " وجاء في البيان الذي حصلت الاحتجاج على نسخة منه : 

في الوقت الذي يمر فيه بلدنا العزيز بظروف استثنائية خطيرة نؤكد ما يأتي:

١- في ظلّ مخاطر انتشار وباء كورونا لا سمح الله وتهديده أرواحَ المواطنين وتداعياته على اقتصادنا الهشّ المنهوب والهبوط المخيف لأسعار النفط، فإن الواقع الصحي المتهالك أثبت من جديد أنّ القوى الحاكمة التي سرقت تخصيصاته الماليّة مصرّة على التلاعب بأرواح المواطنين ومستقبلهم، في ظل نقص القدرة الاستيعابية للمستشفيات في الطوارئ الكبيرة وعدم إنشاء مبانٍ مخصصة لحالات الأوبئة والحجر الصحي في كل محافظة، وانتظار الهبات والمساعدات الدولية، فضلاً عن هُزال أداء خليّة الأزمة في كثير من المواقف، وكأنّ هذه الطبقة مصرّة على بلوغ العراق حالة "الدولة التائهة".

نودّ هنا أن نشيد بدور الملاكات الصحية الميدانية والعاملة على الأرض في المستشفيات والمختبرات الطبية ونقاط الفحص الحدودية، وشجاعتهم في تحمل أعباء مواجهة الوباء، وعلى الحكومة توفير وسائل الحماية الصحية لهم. كما ندعو المواطنين إلى التعاون مع الإجراءات الصحيّة المعلنة واتخاذ الوسائل الوقائية بجدية وعدم التهاون مع هذا الوباء الخطير، وندعو الله تعالى أن يجنّب شعبنا المظلوم أيّ مكروه.

٢- لا تزال الطبقة السياسية الحاكمة تؤكد إصرارها على تعريض البلاد للخطر المحدق - مع دخول الثورة شهرها السادس وما يتعرض له المحتجون من قتل وخطف وقمع - بتعمّدها تسويف المطالب وبالذات تعطيل إصدار قانون الانتخابات والمصادقة عليه، وعدم تحديد موعدي الانتخابات وحل مجلس النوّاب، والإصرار على عدم تمرير موازنة العام الحالي، ومحاولات بعض القوى المدّعية تمثيل الشيعة والسنة والكرد لملمة مشاريع المحاصصة من جديد، والسعي المحموم لتمرير بعض الأسماء لرئاسة مجلس الوزراء ممن سبق أن رفضتهم ساحات الاعتصام وسائر الشعب العراقيّ، لعدم مطابقتهم شروط المرحلة الانتقالية المطلوبة.. أو محاولة الإبقاء على رئيس حكومة القناصين عادل عبد المهدي في منصبه...

وبناء على ذلك وبالنظر لتحايل الكتل السياسية الحاكمة بجعل اختيار رئيس الوزراء "عقبة" و"عذراً" للتسويف والمماطلة.. فإننا نطالب رئيس الجمهوريّة بالالتزام بالدستور والانتقال إلى الحل الضروريّ الوحيد المتبقي في يده حالياً وهو تطبيق المادة (٧٦/ ثالثاً) بالإعلان عن مرشّح جديد لرئاسة الوزراء من دون تعليق سلطته في ذلك على إرادة الكتل السياسيّة ولا على قضية "الكتلة الأكبر" التي انتفت دستورياً.

٣- نستنكر تحويل العراق إلى ساحة اقتتال دوليّ ونرفض محاولات جرّ القوات الأميركية لحرب داخل العراق يكون ضحيتها أبناء شعبنا، كما ندين الاعتداء الأميركيّ على مقرّات الجيش والحشد الشعبيّ ومطار كربلاء، ونحمّل أحزاب السلطة الحاكمة ورئيس الوزراء المستقيل مسؤوليّة ترك الأمور سائبة وغياب الحزم في فرض احترام السيادةَ العراقيّة على الجميع وضرورة السيطرة مركزياً على كلّ القوات العسكريّة والأجهزة الأمنيّة وحصر السلاح بيد الدولة.

٤- ندعو الثوّار المعتصمين إلى الالتزام بالوقاية الصحيّة في ساحات الاعتصام ونطالب السلطات المختصة بتوفير الحماية الصحيّة اللازمة للساحات ونحمّل القوى الحاكمة مسؤوليّة أيّ خطر وبائي يتعرّض له المعتصمون في خيامهم لأنّها هي المسؤولة بمماطلتها وتسويفها عن بقاء الشباب المنتفض في خيامهم منذ شهور وهي مسؤولة عن تعريضهم وتعريض حياة كلّ العراقيين للخطر، كما نحذّرها من استغلال ظرف فيروس "كورونا" للالتفاف على استحقاقات الثورة، ونؤكد في هذا الشأن أنّ الثوّار يحتفظون بوسائل تصعيدية سلميّة كبيرة نعلن عنها في الوقت المناسب. ولتعلموا أنّنا باقون على احتجاجنا ومنتصرون وأنكم و"كورونا" ذاهبون.