متظاهرات : كلما طالبت المرأة بحقوقها يحاولون قمعها بتشويه السمعة

Tuesday 10th of March 2020 07:33:19 PM ,
العدد : 122
الصفحة : تغطية خاصة ,

دعاء يوسف

"نِثايانا شذر.. فوك الذهب تنحط.. ولا تفحط.. زتتنا لمنايانا.. والدمع فوك الجفن ينخط"، من الشعارات التي هتفت بها نساء عراقيات في بغداد ومدن أخرى، خلال مسيرة نسوية انطلقت في صباح الثامن من آذار، إحياءً ليوم المرأة العالمي.

وأطلق على اسم المسيرات "ثوري شذر آذار"، احتفاءً بثورية المرأة العراقية وتحقيقها الإنجازات على الرغم من القيود السياسية والاجتماعية والدينية والعشائرية.

"صعوبة المرحلة"

ترى الناشطة في مجال حقوق المرأة وداد مشعل، أن "دور العراقية في المرحلة الحالية (مرحلة المطالبة بالتغيير) هو أصعب بكثير عن السابق، كونها تواجه اتهامات بعجزها عن كسر القيود والأعراف المجتمعية البالية والانتفاض مع الرجال ضد الظلم والفساد".

وتضيف أن "صعوبة هذه المرحلة، تعود لاستهداف سمعة النساء الأخلاقية، والحديث عن صورة سلبية لحياة كل من تطالب بحقوقها".

وتتابع مشعل: "يعتبر المجتمع تغلب المرأة العراقية على الظروف التي تعيش فيها، والتحديات التي تواجهها في ظل العنف بكل أشكاله، والفقر البطالة وغيرها، هو مسؤوليتها وحدها".

تقول "نعيش اليوم في مجتمع يناقض نفسه، فالمرأة لا تملك حرية الاختيار، وإذا حاولت المواجهة، ستُتهم بالتحريض على تعاليم الشريعة الإسلامية، أو التقاليد القبلية وأعرافها".

"العفّة والشرف"

في حياة المرأة اليوم، محطات كثيرة تستوقف المستشارة القانونية فرح البياتي، أبرزها، زواج القاصرات والإتجار بأجساد النساء وزواج المتعة والتحرش الجنسي والابتزاز بكل أشكاله.

تقول البياتي التي تشرف على العديد من قضايا حقوق المرأة قانونياً في المحاكم العراقية: "يحصر المجتمع نظرته تجاه المرأة بمفاهيم تتعلق بالعفّة والشرف، ويسيء إلى كل من تواجه هذه النظرة بشائعات مغلوطة ومرعبة قد تصل لإهدار دمها خشية العار".

وتضيف: "وما إن ترفض ما يختاره الأب من مصير لحياة ابنته، حتى يبدأ في الحديث عن شرف العشيرة بطريقة يتعمد فيها أن يحط من حقها في تحديد مصيرها وحياتها سواء في التعليم أو العمل أو الزواج، وربما حتّى في شكل ملابسها وهيئتها".

وتشير البياتي إلى إن القائمين على تنفيذ القانون يلجؤون إلى تجاوز حق المرأة إذا ما تعارض مع رغبة الرجل خاصة والمجتمع عامة، تقول "الكل يعتبر وجودها مقتصر على الجنس والإنجاب والخدمة المنزلية، ولا يحق لها الرفض أو المجادلة لأن الأمر يتعلق بسمعة العائلة أو العشيرة".

وتحمّل البياتي الجهات الحكومية القائمة على تطبيق القانون المسؤولية كاملة، لأنها سمحت للسلطة العشائرية والدينية بالتجاوز على القانون وتهميشه لدرجة السخرية منه ومن وجودها، على حد تعبيرها.

الاتفاقيات الدولية

تقول الخبيرة في علم النفس الاجتماعي الدكتورة صبيحة الصالحي، إن المرأة العراقية "تخوض معركة شرسة تجاه النظرة الذكورية التي تضع العراقيل وتزيدها دون تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية".

وتتهم الحكومة "بتسويف الاتفاقيات الدولية المعنية بحرية المرأة وحقوقها"، على الرغم من وعودها بالالتزام بما ورد فيها والعمل على تحقيقها رسمياً.

وتؤكد الصالحي أن "صمت الحكومة وجهاتها المعنية عما يحدث للمرأة العراقية اليوم من حوادث للقتل والاختطاف والاغتصاب وتشويه للسمعة بسبب مشاركتها في تظاهرات تشرين ما هو إلاّ اعتراف علني بموقفها الرافض لأي معارضة نسوية ضد الفساد والظلم".

وتعترف وزارة التخطيط العراقية عبر مساعيها لتنفيذ خطتها في التنمية المستدامة 2018- 2020 ) بضعف سـلطة القانون والنفاذ للعدالة، وارتفاع مسـتويات الفقر وضعف السياسات الاجتماعيـة وتفككها، وأن ضعف السياسات الحمائية أسهم في زيادة مساحة الفئات الهشة من السكان (ذوو الإعاقات، المسنون، الأرامل، الأيتام) بحيث زادت نسبة الهشاشة بواقع 50 % عن عام 2016.

أما عن فجوة النوع الاجتماعي، فما زالت تقوض أسس البناء التنموي بسبب القوالب النمطية التقليدية المحددة لدوار المرأة والمتأثرة بهيمنة الثقافة الذكورية المتجذرة في عمق البناء الاجتماعي، حسب بيانات الوزارة.

وانعكس المذكور سابقاً، على ضعف مشاركة المرأة في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والسياسـية، ومحدودية إشغالها للأدوار القيادية في المؤسسات التشريعية والسياسية.