بالمكشوف: منتدى القيادة الحكيمة

Wednesday 4th of March 2020 08:11:01 PM ,
العدد : 118
الصفحة : المقالات , علاء حسن

 علاء حسن

قصر السلام مقر إقامة رئيس الجمهورية ،استعاد نشاطه لاختيار بديل محمد توفيق علاوي ، باستقبال زعماء قوى سياسية ،وعقد لقاءات لعلها تسفر عن اتفاق على المرشح الجديد، يحفظ ماء وجه العملية السياسية بمنحها جرعة إنعاش تنقذها من موتها السريري.

فخامة رئيس الجمهورية لن يغامر بطرح مرشح يحظى بموافقة ساحات التظاهر ،بل سيحاول إرضاء القوى السياسية ،لأنه عضو بارز في منتدى "القيادة الحكيمة" العراقي ،ويتمتع بصلاحيات دستورية ملزم بتطبيقها في الموعد المحدد في ما يتعلق بتكليف المرشح لرئاسة مجلس الوزراء. الرئيس وبمساعدة فريق مستشاريه ، يحاول رمي الكرة من ملعب قصر السلام باتجاه المنطقة الخضراء لتصيب هدفها في شباك مرمى مجلس النواب ليكون الخيار للكتل النيابية الكبيرة في دعم المرشح الجديد أو إلحاقه بسلفه علاوي.

الرئيس أبدى تعاطفه وتأييده للمتظاهرين، والتقى بممثليهم في الشهر الأول من عمر الانتفاضة ،استمع لمطالبهم، وتعهد بحمايتهم ومحاسبة المتورطين بقتل المحتجين، لكنه سرعان ما تخلى عن التزاماته ، فضل الحفاظ على عضويته في منتدى "القيادة الحكيمة" اكراماً لقوى سياسية هددته بالبصاق ثم لوحت بقصف قصر السلام بصواريخ الكاتيوشا.

انتفاضة تشرين غيرت قواعد اللعبة السياسية ، رسمت المسارات الحقيقية لإنقاذ البلاد من واقع مأساوي مضطرب سياسياً ، رئيس الجمهورية بوصفه حامي الدستور، يستطيع المراهنة على الشارع المنتفض للخروج من النفق المظلم ، أما لقاءاته مع زعماء "منتدى القيادة الحكيمة" فستسفر عن إعلان تشكيل هيئة تطبير موكب قصر السلام ،وسفك مزيد من دماء الشباب المنتفضين بطعنات سكاكين حزبية. 

رئيس الجمهورية في أول خطاب له أثناء اندلاع الانتفاضة تعهد ببذل الجهود لحصر السلاح بيد الدولة وتعزيز السلم الأهلي ، على أرض الواقع لم يلمس العراقيون توجهاً حقيقياً لمواجهة مشكلة السلاح المنفلت، وهناك من أعلن استعداده لحرق العراق، حفاظا على سمعة منتدى القيادة الحكيمة.