الاحتجاجات تشعل مواقع التواصل بالأخبار الكاذبة

Saturday 29th of February 2020 06:51:11 PM ,
العدد : 114
الصفحة : المقالات ,

 فاضل النشمي

أثارت الاحتجاجات التي انطلقت في تشرين الأول 2019، للمطالبة بتغيير الطبقة السياسية، موجة من الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي عمل فريق تقصّي صحّة الأخبار في «وكالة الصحافة الفرنسية» على التدقيق في عدد منها حتى الآن.

انطلقت الاحتجاجات في العراق، في الأول من تشرين الأول 2019، في بغداد ومدن جنوبية للمطالبة بإجراء إصلاحات واسعة، و«إسقاط النظام»، وتغيير الطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ 17 عاماً، لاتهامها بـ«الفساد» و«الفشل» في إدارة البلاد، وإهدار ثروات دولة تُعدّ من أغنى دول العالم بالنفط.

وفي هذا السياق من الاحتجاجات المطلبية، تداول مئات من مستخدمي موقع «فيسبوك» صورة طفل يمشي على أنبوب عريض ممدود أرضاً في منطقة بائسة، على أنه طفل عراقي يبحث عن الطعام، للدلالة على تدهور الأوضاع المعيشية، لكن الصورة في الحقيقة مُلتقَطة في الهند.

من جهة أخرى، ظهرت منشورات تتّهم المحتجين بالتضليل الإعلامي، منها مقطع فيديو يقول ناشروه إنه لمتظاهرين يصبغون وجوههم للادّعاء بأنهم تعرّضوا للضرب، لكنه في الحقيقة مُلتَقَط أثناء تدريب ميداني في مستشفى بالنجف، بالتعاون مع منظمة «أطباء بلا حدود».

وانتشرت صور أيضاً تُظهر محتجّين يلوّنون وجوههم لاتهام قوات الأمن بضربهم، لكن هذه ملتقطة من مسرحية عُرِضَت في ساحة التحرير ببغداد.

وفي سياق اتّهام المحتجّين بالعمالة لجهات أجنبية، تداول آلاف من مستخدمي مواقع التواصل صوراً تُظهر القبض على عملاء لإسرائيل أو لدولة الإمارات أو الأردن كانوا يحرّضون المحتجين، ويقطعون الطرقات، لكن في الحقيقة تعود لأحداث سابقة، ولا علاقة لها بمظاهرات العراق.

وفي السياق نفسه، انتشرت صورة تُظهر «مندسّاً» بثياب امرأة في صفوف المتظاهرين، لكنها في الحقيقة مُلتقطة في مصر في عام 2017. والشاب الظاهر فيها أُوقِف بتهمة خطف أطفال في القاهرة.

وسقط في الاحتجاجات نحو 550 قتيلاً وثلاثين ألف جريح، معظمهم من المتظاهرين. ويوجّه المتظاهرون أصابع الاتهام لقوات الأمن ومقاتلي الجماعات المسلحة المختلفة والعناصر التابعة لأحزاب سياسية، بينما تقول السلطات إن مسلّحين مجهولين يقفون وراء عمليات إطلاق النار.

وفي هذا السياق، انتشرت على مواقع التواصل صور تُظهر توقيف «شبكة إرهابية» هدفها «إشعال الفتنة» بين المتظاهرين وقوات الأمن، لكن هذه مُلتقَطة في السابق ولا علاقة لها بالاحتجاجات.