بالمكشوف: فضائيات البث الطائفي

Wednesday 26th of February 2020 08:06:19 PM ,
العدد : 113
الصفحة : المقالات , علاء حسن

 علاء حسن

العاملون في المكاتب المختصة بنصب أطباق استقبال البث الفضائي في العاصمة بغداد، يمتلكون تصوراً كاملاً عن توجهات الجمهور في متابعة الفضائيات العربية والعراقية ،

وسط غياب مؤسسات مستقلة في العراق معنية بإجراء استفتاءات للتوصل إلى الكثير من الحقائق، ومنها على سبيل المثال معرفة توجهات مشاهدي الفضائيات ، يبقى حديث العاملين في تلك المكاتب المعيار الوحيد المتاح للإشارة إلى بروز ظاهرة تبني فضائيات تابعة لجهات سياسية ودينية الخطاب أحادي الجانب ، يعد بنظر الأوساط الإعلامية المستقلة تكريسا للانقسام الطائفي .

فيما يدعي زعماء القوى السياسية المشاركة في الحكومات المتعاقبة نبذ العنف وتوطيد السلم الأهلي ، تواصل فضائياتهم بث برامج وتقارير، تتهم الشباب المنتفضين بالتآمر على النظام السياسي والنيل من التجربة الديمقراطية.

من حق الأحزاب والقوى السياسية امتلاك وسائل الإعلام الخاصة بها لأغراض الترويج لأهدافها وبرامجها ، لكن محاولة تسخير الانتماء المذهبي لكسب الجمهور، يجعلها في دائرة الاتهام بإثارة النزاعات الطائفية وتهديد السلم الاهلي ، في سنوات الاحتقان الطائفي في العراق ، تقاسمت الطوائف المناطق بعد بروز ظاهرة التهجير القسري ، فأصبحت الأحياء السكنية ذات هوية مذهبية، وانعكس ذلك على الكثير من المظاهر الحياتية والنشاطات الاجتماعية ، في ضوء هذا الانقسام رسمت الفضائيات العراقية مساراتها ، حددت جمهورها مسبقاً ، فوجهت خطابها لمكون اجتماعي محدد استقطب جمهوراً واسعاً ، وسط انعدام وجود ما يعرف بإعلام الدولة فتحول هو الآخر إلى أداة لتغذية النزعة الطائفية في مجتمع يعاني الانقسام نتيجة الأداء السياسي السيئ بعد عام ألفين وثلاثة .

فضائيات الأحزاب الدينية انشغلت في تناول قضايا يعود تاريخها إلى قبل أكثر من ألف عام ، يصب في صالح تغذية الصراع السياسي لصالح جهات جعلت السلطة تحمل هوية مذهبية . انتفاضة تشرين ، فضحت الخطاب الإعلامي الطائفي ، جعلت تلك الفضائيات تفقد جمهورها ومتابعيها ، فيما يحرص زعيم الحزب على الجلوس ساعات طويلة أمام الشاشة مستمتعاً ببث تغريداته وبياناته.