حكاية متظاهر: أحمد كاظم.. هجر الدراسة لإسعاف متظاهري بغداد

Wednesday 26th of February 2020 07:57:00 PM ,
العدد : 113
الصفحة : حدث ,

متابعة الاحتجاج

يسمونه في وحدات الإسعاف الجوالة «أحمدنا»، حيث غادر مقعده الدراسي في كلية الطب «المرحلة الرابعة»، والتحق بالانتفاضة الشعبية منذ اليوم الأول لانطلاقة جولتها الثانية في ٢٥ تشرين الأول 2019.

كمتظاهر وكمسعف طبي، وحين تم تقسيم طبابة التظاهرات إلى مجموعتين «الثابتة والجوالة»، اختار الدكتور أحمد كاظم، الانضمام إلى المجموعة الثانية، لخطورتها، وتوزعها على شكل مفارز بأماكن مختلفة من السعدون إلى التحرير والسنك والخلاني والأحرار، وأماكن أخرى.

يقول الدكتور أحمد كاظم «كل مصاب يسقط، يحمله الشباب إلى أقرب مفرزة، ونتصرف معه، إذا كان جريحاً أو حالة اختناق من الغاز، ونقرر إما علاجه موقعياً، أو نقله بسيارات الإسعاف أو التوك توك، إلى المستشفيات القريبة، وغالباً ما نتقدم إلى الخط الأول، قرب السواتر، ومناطق الضرب بالغاز وبالرصاص الحي أحياناً.

ويضيف : من يصاب بالقنابل الدخانية والغازية نجازف للوصول إليه وسط الرمي، فواجبنا هو الإسعاف، وحمله إلى مكان آمن، ومسؤوليتي هي المعالجة السريعة، وإيقاف أي نزيف إن حصل، إلى حين الوصول للمفارز.

ويروي، إن أصعب الحالات التي واجهها، كانت بمنطقة جسر الجمهورية، خلف المطعم التركي، حيث نقل إلى المفرزة الطبية شاب أصيب بقنبلة غازية، استقرت بصدره، في مكان القلب، بعد أن كسرت ضلعين في صدره... كان الشاب مستهدفاً، وتوفي بين يدي، وأنا مصعوق لما جرى.

ويتابع، أن هناك مساحات واسعة للفرح أيضاً في عملي، كمسعف، جعلتني أشعر بالفخر، لانتمائي إلى المجموعة الطبية، وإلى متظاهري الحرية، ومنها إصابة شاب بطلق ناري في صدره، وقد أحضروه لي «شهيداً»، بدون نبض ولا تنفس... الكل يصيحون «استشهد»، وأرادوا حمله لتشييعه.

لكن شعوراً ما عندي جعلني أشعر أن بالإمكان إنقاذه، ولم نيأس أنا والدكتورة المصاحبة لي، وبدأنا نعمل له الإنعاش الاصطناعي لمدة 10 دقائق أو ربع ساعة، وهو بدون استجابة، لا نبض ولا تنفس، ولكن قبل لحظات من قرار تركه، أحسست بأول نبضة منه...

وهنا أكملت له التنفس في ثوانٍ، واستطعت أن أرجع التنفس والنبض له«. هنا لا توجد كلمات تصف شعوري، لأنني استطعت إعادة الحياة له، ولم أتركه ليموت... ويكمل الدكتور أحمد كاظم»ثورتنا هي ثورة الحياة على اليأس والموت... وسنبقى هكذا دائماً). (بغداد - عراق أحمد ) .

تنوعت المشاركة النسائية في احتجاجات العراق إلى 3 فئات، الأولى الناشطات اللواتي هتفن مباشرة بإحداث التغيير، والثانية من ساعدن على إسعاف الجرحى، فيما اختارت الثالثة تحضير الطعام للمتظاهرين.

حراك النساء العراقيات خلال الاحتجاجات المتواصلة، في بغداد وعدد من المحافظات، على الرغم من لجوء القوات الأمنية وعدد من الأحزاب إلى الرصاص الحي لقمعها.

وتدريجياً، بدأت مشاركتهن تتزايد في ساحات الاحتجاج وأمام المدارس وداخل الجامعات وفي الشوارع، يقفن في خطوط المواجهة مع قوات الأمن، أو يقدمن المساعدات الطبية أو الخدمية في الخطوط الخلفية، في مشاهد غير مألوفة إلى حد كبير في العراق.