حرق خيام المعتصمين في ساحة الخلاني

Tuesday 25th of February 2020 08:48:18 PM ,
العدد : 112
الصفحة : تغطية خاصة ,

 فاضل النشمي

غداة مقتل متظاهر وإصابة 7 آخرين في ساحة الخلاني وسط بغداد، مساء أول من أمس، في أحدث موجة من المواجهات بين قوات الشغب والمتظاهرين بعد تراجع نسبي طرأ عليها خلال الأسبوع الأخير، استمرت المواجهات بين الطرفين ظهر أمس، وأسفرت عن حرق ثلاث خيام للمعتصمين في الشارع القريب من ساحة الخلاني المؤدّي إلى ساحة التحرير،

وتحدث شهود عيان عن حالات اختناق وقعت بين صفوف المتظاهرين، فيما أكد عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي، حوادث القتل والإصابات والاختناق التي طالت المتظاهرين.

وتأتي الأحداث وحالة التوتر بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين حيث شهدت تظاهرات أمس الثلاثاء خروج أعداد كبيرة من المواطنين، بسبب حالة الاستياء الشعبي المتنامية حيال سلوك السلطة وأحزابها السياسية التي لم تتمكن حتى الآن من الاستجابة لأغلب مطالب الجماهير مع دخول الاحتجاجات التي انطلقت في 25 تشرين الأول شهرها الخامس على التوالي.

وما زالت جماعات الحراك، وحتى مع تكبدها خسائر جسيمة زادت على الـ700 قتيل وأكثر من 25 ألف جريح، مصرّة على تلبية مطالبها المتمثلة بحكومة مؤقتة يرأسها سياسي مستقل، مهمتها محاسبة المتورطين في دماء المتظاهرين ومحاسبة الفاسدين وتهيئة الأجواء المناسبة لإجراء انتخابات مبكرة وبإشراف أممي.

ورغم هبوب الرياح وهطول الأمطار خرج الآلاف في تظاهرات عمت ساحة التحرير ونفقها وسط بغداد أمس الثلاثاء، 25 شباط، 2020، وأكدت مصادر مطلعة أن "الآلاف من الطلبة والمتظاهرين توافدوا إلى ساحة التحرير ونفقها بالرغم من هطول الأمطار".

وأضافت أن "أغلب المتظاهرين أصروا على لبس الأقنعة الواقية للحرص على عدم الإصابة بفيروس كورونا".

وأوضحت المصادر أن " الهتافات نددت بالتدخل الإيراني والأميركي على حد سواء، فيما ركزت أخرى على رفض رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي".

ويتفق الناشط رعد الغزي أن تركز المظاهرات «على رفض مرشح الأحزاب والكتل السياسية محمد توفيق علاوي لمنصب رئاسة الوزراء، إلى جانب تأكيدها مطالبها المعلنة السابقة». ويشير الغزي إلى أن «جماعات الحراك متفقة تقريباً على مواصلة النضال مهما كان الثمن والتضحيات وحتى إرغام السلطات على تحقيق مطالبها، لقد قطعوا عهداً على أنفسهم بإنقاذ بلادهم ومصممون على الالتزام به، كما أنهم يتوعدون السلطة وأحزابها بالمزيد من التصعيد والإجراءات غير المتوقعة». وكشف عن أن مظاهرات اليوم «ربما سيكون تركيزها في بغداد أكثر من بقية المحافظات، وقد حضر كثير من الناشطين إلى بغداد للضغط على السلطة وأحزابها في معقلهم الرئيس في العاصمة». وأشار الغزي إلى أن «المظاهرات لن تخرج عن سلميتها بأي حال حتى لو حاولت السلطات وقواتها الأمنية جرّ المتظاهرين إلى منطقة الصدام».

وفي الناصرية أقدم المحتجون ، بمحافظة ذي قار، امس الثلاثاء 25-2-2020، على إغلاق تقاطع البهو وسط المدينة.

وأفادت أنباء، أن "المتظاهرين في الناصرية أغلقوا تقاطع البهو وسط المدينة بالإطارات المحترقة".

ويوافق 25 فبراير ذكرى انطلاق تظاهرات عام 2011 في بغداد متأثرة بموجة "الربيع العربي" في دول عربية أبرزها مصر وتونس، وأطاحت رئيسي البلدين، حسني مبارك وزين العابدين بن علي.

وحينها كان نوري المالكي يتولى رئاسة حكومته الثانية، وكان للمتظاهرين مطالب، أبرزها تعديل الدستور العراقي وإنهاء المحاصصة الطائفية في تقاسم المناصب بين الأحزاب السياسية، وتعرض المحتجون إلى عنف داخل ساحة التحرير، وطُعِنَ بعضهم بالسكاكين.

وأطلق ناشطون ، وسم"هاشتاك" #راجعيلكم_بمليونية على موقع تويتر، يدعون فيها لتظاهرة مليونية، ليصل إلى قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولاً على الموقع.

ومع تغريداتهم، التي جاءت تحت هذا الوسم، أرفق المغردون صوراً ومقاطع مصورة توثق أحداثاً وقعت بعد الأول من أكتوبر الماضي، يوم انطلاق التظاهرات المستمرة حتى الآن، بعضها لمتظاهرين قُتلوا خلال مشاركتهم في الاحتجاجات، من بين أكثر من 500 قتيل ونحو 25 ألف جريح.