بالمكشوف: أحزاب 56

Monday 24th of February 2020 07:33:48 PM ,
العدد : 111
الصفحة : المقالات , علاء حسن

 علاء حسن

الساحة العراقية بيئة مناسبة لتناسل الأحزاب ، مع قرب حلول موعد الانتخابات المحلية والتشريعية ، تضاف أعداد جديدة من الأحزاب ، لخوض ماراثون الوصول الى البرلمان أو مجلس المحافظة ،وفي المرحلة الثانية الدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة، ثم الفوز بوزارة تكون من حصة أمين عام الحزب ، أو يعرضها في بورصة بيع المناصب لضمان مستقبله المالي والسياسي.

في التجارب الديمقراطية بدول العالم ،لرجال الأعمال من ذوي العيار الثقيل أحزابهم ولكن بإعداد قليلة مقارنة بالنسخة العراقية ، أحزاب العالم ملزمة ومحكومة بتطبيق القانون ، لا تمتلك أجنحة مسلحة ، ولجاناً اقتصادية ،تسيطر على المنافذ الحدودية والموانئ والمطارات ، فضلاً عن ذلك تؤمن تلك الأحزاب بالديمقراطية الحقيقية ، تعقد مؤتمراتها في موعد محدد ثابت لإنتخاب الأمين العام والمكتب السياسي ، وعادة يعقد المؤتمر في قاعة بأحد الفنادق الضخمة مقابل ثمن ،وليس على حساب الحكومة على حد قول المتمسكين بسياسية "العشت" لتحقيق المكاسب المالية.

الديمقراطية "سرقفلية" بمنظار الأحزاب العراقية ذات الأجنحة العسكرية الطويلة الممتدة من منطقة الجادرية مروراً بالمنطقة الخضراء إلى ساحة عباس بن فرناس ، في أغلب الأحيان تكون الديمقراطية داخل الحزب "سرمهمر" لا أحد يمتلك صلاحية التلاعب بآليات الفتح والغلق إلا بموافقة المناضل الأمين العام، وحاشيته أصحاب التخصص السابق في مراقبة عمل الكيشوانيات بنزاهة تحفظ نعل وأحذية الزوار.

أمين عام حزب الدعوة نوري المالكي في يوم إعلان تخليه عن اسمه المستعار جواد، وتوليه منصب رئيس مجلس الوزراء ،قال إن الائتلاف العراقي الموحد "علامة الشمعة" بقواه الشيعية مع شركائه ، سيجعل العراق في مرتبة الدول المتقدمة في المنطقة ،سيشهد شعبه الازدهار والتقدم . انتهت ولاية المالكي الأولى ثم الثانية، وخلال ثماني سنوات عجاف ، احتل العراق المرتبة الأولى في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم . فيما فرض تنظيم داعش سيطرته على ثلث مساحة البلاد ، وشرد الملايين من مناطق سكنهم الأصلية.

الأحزاب المشاركة في الحكومات المتعاقبة بامتلاكها سرقفلية الديمقراطية تلبسها الوهم ،بأنها صاحبة الحق المقدس في إدارة نظام الحكم في العراق، لم تتعرف بفشلها ، مازالت تصر على الإحتفاظ بالسلطة بمزاعم نصرة المظلومين . أخذت على عاتقها دعم حكومة محمد علاوي والترويج لكذبة اجراء انتخابات مبكرة ستشارك فيها أحزاب من صنف ستة وخمسين لا تجيد حتى إدارة الكيشوانيات .