في أول انتخابات تشريعية ، استطاع أبناء القائمة المغلقة الحصول على عضوية البرلمان ،مع ادعاء ،بأنهم يمثلون الشعب العراقي ،انطلت الأكذوبة ، على من كان يعتقد بان أحزاب الإسلام السياسي سوف تحقق نهضة حضارية لم تشهدها دول المنطقة . الواقع العراقي كشف زيف الادعاءات ،واثبت مستوى الأداء السياسي والحكومي إصرار متصدري المشهد على الدخول في تنافس محموم للاستحواذ على السلطة حتى فقد الوطن عافيته بفضل زعماء يمتلكون مواصفات وخصال المبشرين بالجنة قبل أن تلدهم أمهاتهم بحسب مزاعمهم .

العملية السياسية تختزل باتفاق بين السيد والحجي ،مع إلزام الشركاء على تطبيق شعار نفذ ثم ناقش ، من يحاول الخروج أو الاعتراض سيواجه عواقب وخيمة. قرارات السيد والحجي تصدر أحياناً بدعم من ولي خارجي مقدس لا تخضع للاجتهاد أو التأويل ، ولهذا السبب انحسرت إطلالة السياسيين الكبار عبر شاشات الفضائيات ،فضلوا الكواليس على الظهور في المشهد بانتظار إسدال الستار على الفصل الأخير من المسرحية الهزيلة .

اتفاق السيد والحجي على إصدار القرارات المصيرية ،يعتمد الاستخارة بمسبحة 101 خرزة ،أو انتظار إشارة الوحي الخارجي ، وعلى العباد انتظار فتح باب الفرج ليعيشوا في ظل نظام ديمقراطي يضمن تطبيق مبدأ التداول السلمي للسلطة.

شباب العراق من الجيل الجديد عرف فصول المسرحية الهزيلة ، ما عادت تنطلي عليه أكاذيب أبناء القائمة المغلقة ،رفض رهن إرادته باتفاق السيد والحجي . مسرحية الشباب المنتفض ،تعرض في الهواء الطلق في ساحات التظاهر على إيقاع طبول الطلاب .

تشير تسريبات اجتماعات أتباع السيد والحجي إلى محاولات لإنهاء التظاهرات بالأساليب المتاحة ، والنظر إلى المحتجين بوصفهم لم يبلغوا بعد سن الرشد السياسي، وهم غير مؤهلين لإدارة البلاد في الوقت الحاضر ، الخيار الوحيد أمامهم هو ترتيب أوراقهم للمشاركة في الانتخابات المبكرة ليضمنوا لأبناء قائمتهم المغلقة مقاعد نيابية في برلمان يخضع لهيمنة السيد والحجي.