القوّات تتفرج ثم تصدر بيانا ..مـاذا جرى في ليلة  أصحاب القـامات  فـي كـربلاء

القوّات تتفرج ثم تصدر بيانا ..مـاذا جرى في ليلة أصحاب القـامات فـي كـربلاء

 متابعة الاحتجاج

لم تتضح حتى الآن هوية الجهة التي هاجم عناصرها متظاهري جسر الضريبة في كربلاء بالسكاكين الكبيرة (القامات) والهراوات، إلا أن المعلومات المؤكدة تشير إلى نجاح متظاهري ساحة التربية وسط المدينة بمنع حصول ما قالوا إنها "حادثة انتقامية خطيرة". يقول متظاهر كان حاضراً بالقرب من موقع الحادثة، إن "مجموعة من الأشخاص يتجاوز عددهم 10، وصلوا بشكل مفاجئ إلى أسفل جسر الضريبة،

 وهو تقاطع طرق بدأ محتجون بإغلاقه منذ أيام، بعد طرح اسم قصي السهيل رسمياً كمرشح لرئاسة الوزراء، والذي يشغل منصب وزير التعليم العالي، وينتمي إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، الأمر الذي اعتبره المتظاهرون إجراءً استفزازياً ضد التظاهرات، ليتم تصعيد الفعاليات الاحتجاجية والتوجه إلى إغلاق طرق رئيسة في عدد من المحافظات".

يضيف المصدر "لم أتمكن من رؤية ما يجري بوضوح، إلا أن خلافاً نشب سريعاً بين المجموعة الوافدة، والشبان الذين كانوا يواصلون إغلاق الطرق منذ أيام"، مؤكداً أنه شاهد سكاكين كبيرة "قامات" وهراوات بيد المجموعة المهاجمة.

على بعد نحو 1 كم، حيث ساحة الاعتصام الرئيسة (التربية)، بدا المشهد أكثر ضبابية، يقول إيهاب جواد، من تنسيقية تظاهرات كربلاء، إنه "كان في ساحة التربية لحظة الحادث، وإنه تفاجأ مع بقية المتظاهرين بوصول مجموعة منفعلة تقتاد شخصاً، وتريد إدخاله إلى ساحة الاعتصام".

ويبيّن "كان الغضب مسيطراً على المجموعة، التي اتهمت الشخص الذي اصطحبته بأنه كان جزءاً من "أصحاب القامات" الإ أن المتظاهرين في ساحة التربية تمكنوا من تخليص الشخص المجهول، واحتجازه في إحدى خيم الاعتصام، لحمايته من أي رد فعل انتقامي خارج السياقات القانونية، وتم الاتصال عدة مرات بالقوات الامنية التي حضرت في وقت لاحق لاستلامه والتحقيق معه والتحقق من علاقته بهجوم اليوم".

مصدرٌ آخر -على صلة بإعلام الحكومة المحلية- قدم رواية مختلفة، مفادها أن "مجموعة شبابية نسّقت مع القوات الأمنية في المدينة، وتوجهت إلى الشبان الذي يواصلون اغلاق الطرق لغرض إقناعهم بإلغاء فعاليتهم، إلا أنهم جُوبهوا برد عنيف"، لكن جميع منسقي التظاهرات الذين تحدثوا نفوا تلقيهم أي إشعار أو دعوة للمشاركة في مبادرة من هذا النوع.

لا تكشف المصادر الطبية الرسمية حتى الآن عن أعداد ضحايا فيما تنقل وكالة الاناضول معلومات عن إصابة 5 متظاهرين على الأقل، إلا أن شائعات في ساحة الاعتصام، دارت حول علاقة المهاجمين (أصحاب القامات) بإحدى الجهات الدينية أو السياسية، وهو حديث تكرر عدة مرات، بعد اغتيال الناشط فاهم الطائي بالقرب من المدينة القديمة المحصنة، دون أن تكشف الجهات الأمنية عن الجناة.

وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي المحلية في المدينة، صورة لبطاقة تعريفية صادرة من مرقد ديني، زعموا أنها تابعة لأحد "مهاجمي القامات"، وهي تُظهر شخصاً مُعرفاً بأنه مسؤول عن أحد المواكب الحسينية، إلا أن مصدراً في إعلام "العتبات المقدسة" أكد أن هذه البطاقة المتداولة على فرض صحتها، وصحة نسبتها إلى أحد المهاجمين، هي ورقة تعريفية تصدر لأي شخص ينوي ادخال مواد غذائية في مواسم الزيارات الدينية، وهي لا تشير إلى علاقة حاملها بالمؤسسة الدينية بأي من الأشكال.

من جهتها أكدت شرطة كربلاء، الخميس، أن كل من يريد حرف المظاهرات عن مسارها السلمي خارج المكان المخصص للتظاهرات سنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه لنيل جزائه العادل.

وقالت شرطة كربلاء في بيان إنه "وبعد ان تم تحديد مكان المظاهرات السلمية بفلكة التربية ولغاية مكتبة زيد بالتنسيق والتعاون مع التنسيقية والمتظاهرين السلميين والناشطين، سنتعامل مع كل من يريد حرف المظاهرات عن مسارها السلمي خارجا عن المكان المخصص للتظاهرات بأنه مخرب وخارج عن القانون وسنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه لنيل جزائه العادل".

ودعت شرطة كربلاء "كافة شرائح المجتمع الى التعاون مع القوات الامنية لكون الأمن مسؤولية تضامنية تقع على عاتق الجميع وبدون استثناء وذلك حفاظا على الارواح والممتلكات العامة والخاصة".

Top